الصحة النفسية وأثرها في المرأة الحامل

رحاب حسين العريفاوي/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 136

تعد الصحة النفسية في غاية الأهمية للإنسان بصورة عامة، وللحامل بصورة خاصة، فاستقرار النفس واتزانها في مراحل حياة الإنسان كافة، تؤدي إلى تحقيق التوازن والانسجام والتوافق بين خصائص الشخصية في الجانب العقلي والانفعالي، وكذلك في توجيه الطاقة إلى ما يجعل الإنسان يشعر بكينونته وأهميته في الحياة، وتجنبه الإحساس بالضياع وفقدان الدور الأساسي في الوجود، ولأهميتها ورد عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: "منْ أهْمل نفْسه، أفسد أمره"(1)؛ لذلك يتأثر الكثير من الناس نفسيا بما يكون عليه وضعهم، لاسيما المرأة في مرحلة الحمل، فقد أثبتت الدراسات أن المرأة تمر بتغيرات هرمونية بصورة مستمرة في هذه المرحلة، سواء كانت في بداية الحمل أو في الشهور الأخيرة منه عند اقتراب الولادة، فتتطلب هذه المرحلة بكاملها عناية خاصة بالحامل من الناحية النفسية والجسدية، فقد ثبت أن سبب أكثر حالات الإجهاض يعود إلى اضطراب المرأة نفسيا، إذ يزداد عندها الشعور بالقلق نتيجة التفكير بأمور عديدة، كتحمل الثقل والوحام، وما يرافق هذه المرحلة من اضطرابات، أو التفكير المبالغ فيه بتحمل مسؤولية الجنين، وفيما إذا كان ذكرًا أو أنثى، أو نتيجة الضغوطات النفسية التي يعكسها المحيط على صحتها، أو سماع خبر حادث أو وفاة، أو الخوف مما يسمى بـ(قلق الموت) الذي يسبق مرحلة الولادة إذا كانت المرأة في تجربة حملها الأول، أو مرت بتجربة ولادة صعبة؛ لذلك يعد الدعم النفسي من قبل العائلة، بخاصة الزوج، من أهم العوامل المقوية لنفسية الحامل لتغلبها على المشاعر السلبية المسيطرة عليها وفقًا للتغيرات المستمرة للهرمونات. إن الاعتناء بصحة الحامل النفسية يعد عاملًا مؤثرًا في نمو الجنين وولادته سليمًا، إذ يفرز الجسم هرمونات تمر إلى الجنين بواسطة المشيمة، فتسبب له الإزعاج، وتصيبه بالعوارض، فكلما شعرت الأم باضطراب نفسي، ازدادت حركة الجنين في رحمها بدلًا من استقراره، فحالات القلق والاكتئاب لدى الحامل، من شأنها الانتقال إلى الجنين بسهولة، مسببة له فقدان النوم والشعور بالمغص، أما عند الولادة، فتتمثل بإصابته بضعف التركيز، والنوبات العصبية، وكثرة البكاء. يجب الاهتمام بجعل حياة الحامل هادئة عن طريق تجنيبها الضغوط النفسية، وتوفير الراحة والاستقرار لها، والاهتمام بها ومساعدتها على تخطي الشعور بالخوف من عملية الحمل والولادة، والاهتمام بالتغذية الجيدة، وتقديم الأفكار الإيجابية لها لقتل أوقات الفراغ. ................................ (1) غرر الحكم: 8552.