(من نفس واحدة)(1)
النكاح تشريع مقدس جعله الله تعالى ليكون أساسًا لمجتمع متماسك، وجعله آية من آياته تعالى: (ومنْ آياته أنْ خلق لكمْ منْ أنْفسكمْ أزْواجًا) (الروم:21)، وقد أحاطه سبحانه بهالة من القداسة والهيبة والاحترام، وشرع له آدابًا وسننًا من اتبعها حظي بحياة آمنة مستقرة، وقد حثت الروايات الشريفة عليه، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "النكاح سنتي، فمن رغب عن سنتي فليس مني"(2)، فلماذا كل هذا الاهتمام بهذا التشريع الإلهي؟ إن أصل وجود البشر يأتي من العلاقة الزوجية بين آدم وحواء (عليهما السلام)، وقد اهتم الإسلام بتفاصيل الزواج منذ البداية، أي من اختيار الشريك؛ لأن التعامل الحسن سوف يؤدي إلى سعادة الزوجين، ثم ينعكس ذلك على أبنائهما، فيتحقق الاستقرار النفسي للأسرة. الزواج سكن روحي للطرفين، وإذا كانت الأسرة تتمتع بالسكن والطمأنينة، فالمجتمع سيكون مستقرا، وهنا يتضح لنا مغزى قول النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) حين قال: "ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله عز وجل من التزويج"(3)، إذن، الزواج آية من آيات الله تعالى، ومن الجدير بالذكر أن ما يساعد على السكن الروحي للزوجين، وجود صفات مشتركة تساعد على أن يعيشا بهدوء وأمان تحت سقف واحد، وأن تسود بينهما حالة من التفاهم وتبادل الأدوار، وقد حددت الروايات الشريفة الصفات الضرورية المتمثلة بالدين والأخلاق الحميدة، وإذا تم الاختيار على هذا الأساس، فبالتأكيد سيوفر الله تعالى السعة والسكينة للزوجين. اطمئني عزيزتي، فالإسلام يريد لك الخير في هذا الرباط المقدس، فالمرأة الصالحة عاملة من عمال الله تعالى، أي بمرتبة الملائكة، فتزودي من الأجر العظيم جزاء رعاية بيتك وزوجك وأطفالك؛ لأنه بذلك تكون الجنة تحت قدميك، والملائكة تستغفر لك، ما دامت أمنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) قدوتك. .................................. (1) النساء:1 (2) ميزان الحكمة: ج2، ص1178. (3) وسائل الشيعة: ج14، ص3.