القلق وعلاقته بتدني المستوى التحصيلي للتلميذ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 158

ينتاب الإنسان شعور بالخوف والتوتر والصعوبة في التفاعل مع الأحداث والأشخاص والمهام، فيصيبه القلق والانزعاج وعدم القدرة على إبداء الرأي واتخاذ القرار بشأن قضيةٍ ما، أو إدارة مهمةٍ معينةٍ، إضافة إلى الالتزام بقواعد وتعليمات تخص الأسرة تارةً، أو قواعد مهنية تارةً أخرى، ولابد من الانفعال السلوكي المصاحب للقلق أن يأخذ نصيبه من المتعلمين وأثره في تدني مستوى التحصيل العلمي لديهم وانخفاضه، فيؤدي إلى الإحباط نتيجة بعض الظروف والضغوط الاجتماعية، مما يؤثر في اتزان التلميذ الفكري والذهني عند تلقي مبادئ التربية والعلوم، والتناغم مع مفردات المنهج الدراسي أسوة بأقرانه، فيشكل اضطرابًا نفسيًا عند بعض التلاميذ عند التحاقهم بالمؤسسة التربوية، أي المدرسة، ويسبب القلق الدراسي، بخاصة ضعف الأداء المهاري، والافتقار إلى التعامل مع الخبرات اللغوية والحسابية والعلوم المتنوعة، وكذلك الخبرات الفنية في حصة الفنون، ويعزى السبب إلى فقدان الثقة بالقدرات والإمكانات، وتحدث صعوبة في التركيز، والملل من مواصلة القراءة والكتابة، أو القيام بنشاط داخل الصف أسوة بزملائه التلاميذ، فيقوم بالبكاء، واختلاق الأعذار، والصمت، وادعاء عدم المعرفة بتفاصيل الدروس ومضمون الأسئلة المطلوبة لغرض تدوينها، فيدفع ذلك كله التلميذ إلى التغيب عن المدرسة والتظاهر بالمرض وآلام البطن نتيجة الشعور بالقلق، ورفض المشاركة في الشرح أمام التلاميذ لخشيته من الإخفاق في الإجابة الصحيحة عن الأسئلة، وكذلك لتجنب الإحراج، والتوبيخ في حال عدم إتمام الواجب المدرسي، ولتجنب استمرار التأثير السلبي للقلق في أداء المتعلم في الصف، ينبغي الشروع باتباع بعض النصائح للإسهام في التخلص أو التقليل من القلق السلبي، منها: 1ـ المحافظة على الهدوء قدر المستطاع في أثناء الشرح. 2ـ الاسترخاء عن طريق التنفس الصحيح. 3ـ شرب الماء، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة. 4ـ أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم قبل الدرس. 5ـ ممارسة الرياضة للتخفيف من الشد العصبي. 6ـ إنجاز المهام والوظائف في الوقت المحدد، وعدم التراخي والتهاون والتأجيل، وذلك لاستجماع القوى الذاتية، وتحسين الذاكرة والنشاط. 7ـ عدم الاكتراث للخطأ في الإجابة في أثناء الحصة الدراسية. 8ـ الاستفادة من الحلول الصحيحة حينما يتم عرضها على اللوحة. وفي الختام، ينبغي التحاور مع التلميذ، والسماح له بالتعبير عن المخاوف والأفكار السلبية التي تراوده بشأن الدراسة، وتحول دون تحقيق مستوى النجاح، ثم غرس الثقة والعزيمة في نفسه، وإيضاح الهدف المنشود، ألا وهو فهم المادة الدراسية أولًا؛ للتخفيف من عبء الضغوط النفسية التي يمر بها.