رياض الزهراء العدد 206 الملف التعليمي
أجواء الامتحانات: دع الهاتف من يدك
في نهاية العام الدراسي، أي في شهر أيّار ونحن نستعدّ لنطوي صفحة هذا العام، يسود الاهتمام بالدراسة والاستعداد لها الأسر، ويكتنف الهوس بالدراسة الآباء والأمّهات قبل الطلاب أنفسهم، فمَن يكون حريصًا على مستقبل الأبناء بقدر الوالدين؟ ويُعدّ الهاتف النقّال بما يحويه من مواقع تواصل اجتماعي وألعاب إلكترونية تحمل ميزة اللعب المباشر، من أكثر الأمور المستحوذة على اهتمام الجيل الجديد في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من كونها أمرًا كماليًا، إلّا أنّها باتت المتّهم الأول في خفض المستوى العلمي للطلاب في كلّ المراحل، فيلجأ الوالدان إلى سحب تلك الأجهزة من يد الأبناء؛ للحيلولة دون وجودها بقربهم لكي لا تكون أداةً لضياع الوقت، أو مشتّتة لانتباههم، في الوقت الذي تمتلئ فيه شبكة الإنترنيت بالقنوات التعليمية على مختلف منصّاتها، التي تبثّ دروسًا مجانية لمستخدمي التكنولوجيا، وتُعدّ وسيلة مجدية لإيصال المادّة العلمية إلى الطلاب، ومراجعة الدروس لتعويض النقص الذي ربّما تسبّبه أيام العُطل الرسمية في المناسبات الدينية والوطنية وغيرها، فيقع الأهل في ضفّتي الحيرة ورحى اللوم، بين وضع الأجهزة الذكية في متناول يد الأبناء من أجل دراستهم، وبين حجب تلك الأجهزة خشيةً من آثارها المشتّتة، ولأجل معرفة حجم المعاناة التي تعيشها الأمّهات من جرّاء ذلك، طرحنا السؤال الآتي على والدة أحد الطلبة: ما الصعوبات التي تواجهينها في أيام الامتحانات؟ فأجابت: أحد أبنائي مدمن على استخدام الألعاب الإلكترونية، وعندما أسحب منه الهاتف الجوّال في أيام امتحاناته، أواجه ردّ فعله العنيف، حيث يعترض ويبدأ بإيذاء نفسه عبر ضرب يده بالجدار، وعندما ننصحه أنا ووالده، فإمّا أن يتمرّد علينا وإمّا أن يصمت، وفي نهاية المطاف أجد الهاتف الجوّال في يده، مما يسبّب لي إحباطًا شديدًا. قد تتجسّد معاناة الأهل في تراكم المادّة الدراسية على الطالب لأسباب عديدة، حتى تحين ليلة الامتحان للابن أو للابنة، ممّا يسبّب معاناة للطالب ولأهله في كلّ المراحل الدراسية، حتى الجامعية؛ لأنّ الرسوب أو تحميل بعض الموادّ، قد يترتّب عليه نتائج نفسية ومادّية، إضافة إلى أنّها تشير إلى ضعف مستوى الطالب؛ وهذا ما يسبّب إحباطًا له ولذويه. في الختام ندعو لجميع الطلاب بالتوفيق؛ لتكون أعوامهم الدراسية مثمرة، ومليئة بالعطاء والنجاح، مع تقديم شكرنا مطرّزًا بباقة ورد لملاكاتنا التدريسية والتعليمية اعتزازًا لما يبذلونه من جهود حثيثة وكبيرة.