نافذة المستقبل

خلود ابراهيم البياتي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 323

(المستقبل)، تلك الكلمة التي تتراءى للجميع مهما كان عمرهم أو جنسهم، فالكل يبحث عن المستقبل بطريقته الخاصة، سواء بنظرة إيجابية أو سلبية، بتفاؤل أو بتشاؤم، فهو بكل الأحوال يدعى (مستقبلًا)، وهو كل ما سيحدث في وقت بعد الوقت الحاضر، ويعد الوصول إليه لا مفر منه، هذا أبسط وأقصر ما يقال في معنى (المستقبل)، وكثيرًا ما نصفه بالمجهول، حيث إننا لا نعلم ما يخبئ لنا، على الرغم من كل الخطط المستقبلية التي نرسمها في مخيلتنا أولًا، ثم نقيدها على الورق بالخطوات والجداول الزمنية الواضحة للعيان والتي نتمنى أن تتم على أفضل وجه، لكن أحيانًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فتميل دفة القيادة يمينًا أو يسارًا، وتأخذنا الأمواج إلى جهة غير معلومة، ومن غير تخطيط منا، عندها يجب أن نبادر إلى وضع الخطط البديلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويتبادر إلى الذهن الآية الكريمة: (ولا تقولن لشيْءٍ إني فاعلٌ ذلك غدًا○ إلا أنْ يشاء الله) (الكهف:23) التي تضع أمامنا إحدى النقاط المهمة جدًا في طريق الراحة النفسية والشعور بالاطمئنان من ذلك المستقبل المجهول، وذلك عندما لا نعد أنفسنا أو غيرنا بأي أمر من الأمور أو الوعود من دون أن نعلق ذلك على المشيئة الإلهية، التي من أهم ما تمدنا به هو الشعور بالأمان والرضا، وأن القادم كله خير مهما كان في دائرة المجهول؛ لأنه بمشيئة الله سبحانه وتعالى. يجب علينا أن لا نهمل التخطيط، سواء كان على الصعيد الشخصي أو المؤسساتي أو غير ذلك، ونسلط الضوء على نقاط القوة، فننميها ونقاط الضعف لنتبين الإجراء الواجب علينا اتباعه لنغير ما يمكن تغييره في محاولةٍ منا لفتح نافذة المستقبل المشرق الذي نروم الوصول إليه، فالتغيير الحقيقي يبدأ من الداخل ومن أهم نقطة، ألا وهي طريقة التفكير التي تحول بين المرء وبين الوقوع في بحر ظلمات اليأس وفتور الهمة . لنفتح نافذة المستقبل لإدخال شعاع شمس التفاؤل إلى قلوبنا كي تذيب ما علق بها من وساوس وهواجس تشاؤمية تعكر صفو الحياة، فالقادم أجمل بحول الله وقوته، وجماله بجمال الروح والنفس المطمئنة بأن كل شيء بمشيئة الله خير وسعادة لنا.