خازن العلم
روى الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال له: "إنك ستدرك رجلًا مني، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقرًا"(1)، لا غرو أن يشق العلم شقا، ويخرج مكنوناته، فهو محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)، هو فيض من فيض، نهل من نور النبوة، أبوه الإمام زين العابدين (عليه السلام) وأمه السيدة الزكية فاطمة ابنة الإمام الحسن المجتبى (عليهما السلام)، فنشأ نوره من نور السبطين (عليهما السلام)، وهو أول علوي من علويين، وهاشمي من هاشميين، وهو خامس الأوصياء ووريث محمد (صلى الله عليه وآله)، ورث العلم من منبعه، فهم ورثة وحي الله وخزان علمه، أفاض من ذلك العلم على أصحابه، فبرز فيهم من كان صدره وعاءً لحمل ذلك النور المحمدي، فنهلوا من العلم الباقري في مختلف العلوم والمعارف، ومن أبرزهم (عبد الله بن شريك العامري، وزرارة بن أعين، وبريد بن معاوية العجلي، ومحمد بن مسلم الثقفي، وليث بن البختري المرادي، وعبد الله بن أبي يعفور، وعامر بن عبد الله بن جذاعة، وحجر بن زائدة، وحمران بن أعين)، وغيرهم، ويعد كل واحد منهم جامعة علمية. أراد الظالمون أن يطفئوا نور باقر العلوم (عليه السلام) بأفواههم، فدسوا له السم، وهدموا مزاره الطاهر في البقيع الغرقد، لكنهم لم يفقهوا أن آلاف العقول قد شيدها بعلمه، وتطأطئ كل الكائنات أمام هيبته المحمدية. ...................... (1) ميزان الحكمة: ج1، ص162.