رياض الزهراء العدد 92 واحة البراءة
سَامِحوني يا أحبَّتي
اتّفقت الأسرة على الذهاب إلى متنزّه جميل، فيه الأشجار والألعاب والشلّالات الجميلة، أخذ أحمد ومحمد ولبنى يحضرون أدوات الرحلة فأخذوا معدّات الشواء، أما مهنّد فلم يساعدهم في شيء، إلّا أنه أحضر الكرة، وكلما طلبت منه أمّه شيئاً يتشاغل بها، وكأنه لا يسمع نداء أمّه، وصلت الأسرة إلى المتنزّه وبدأ الأولاد بمساعدة والدهم بإنزال الأغراض عدا مهنّد الذي أخذ الكرة وبدأ يلعب بها، ناداه والده وقال له: ساعدنا أولاً ثم العب كما شئت، قالت له أخته لبنى: يا مهنّد، لا تكن أنانياً، ساعدنا أولاً، أخشى أن يغضب الله عليك لأنك أغضبت والديك، ويحرمك من متعة التنزّه، ضحك مهند ضحكة استهزاء، ورمى الكرة بعيداً، وأخذ يلحق بها، وفجأة جاءت سيارة مسرعة، كادت تدهس مهنّداً لولا لطف الله، ولكنها أوقعته أرضاً، وسالت الدماء من جرح في ركبتيه، وبدأ يصرخ من الألم كي يُساعده أبوه وإخوته، ركضت الأسرة جميعها إلى مهنّد، وحمله والده وهو يحمد الله أن مرّت هذه الحادثة بسلام، غسل أبو مهنّد الدماء عن رجله، وضمّدها له، نظر مهنّد إلى لهفة أهله عليه من حوله، وشعر بتأنيب الضمير لأنه لم يسمع كلامهم ولم يساعدهم وكأنه غريب عنهم، فبكى وهو يقول: سامحوني يا بابا، ويا ماما، ويا إخوتي، كنت دائماً أنانيّاً معكم، لقد عاقبني الله لسوء تصرّفي معكم، إن الله لا يحبّني قالت أم مهنّد وهي تبكي من الفرح: لا يا حبيبي، الله يحبك، ويحبك كثيراً، لأنه نبّهك على سوء خُلُقك عن طريق هذه الحادثة الفظيعة، وعليك أن تسجد سجدة شكرٍ لله لأن الله نجاك من حادث مروّع.