رياض الزهراء العدد 207 شمس مغيّبة
ترجمان القرآن
في يوم الجمعة عند ضفة النهر بجانب مقام الإمام المهدي (عجل الله فرجه) كانت تجلس فتاة تبلغ من العمر (9) سنوات، مرتدية عباءتها الزينبية، تطعم الحمام والبط حبا بالإمام، وتخبره عن أحداث الأسبوع، قائلة :يا أبت، أنت تعلم أني أنتظرك منذ كنت في سن الخامسة، يا أبت، زميلاتي في المدرسة يسألنني عن والدي فأخبرهم عنك، فيسخرن مني، ويقلن: هل يكلمك أبوك في الخيال أم أنه حديث من طرف واحد؟ أنت تعلم يا أبت أني فقدت والدي قبل ولادتي، وعندما وعيت على الدنيا أمي تخبرني عنك، أخبرني متى أراك كما ترى زميلاتي آباءهن؟ وكم جمعة سأنتظرك حتى تأتي؟ لقد أرهقني الاشتياق يا أبت، فتفضل علي برؤيتك! ترى (ترجمان) من بعيد بعينيها المخضلتين بالدموع رجلا قادما نحوها، على خده الأيمن خال، يقترب منها ويسلم عليها، فترد السلام، فيقول لها: ألا أخبرك عن أنواع المنتظرين يا بنتي؟ _ (ترجمان): تفضل يا سيدي. _ الرجل: هناك منتظر ذو عقيدة، ومنتظر ذو طموح، ومنتظر متأمل، ومنتظر بلسانه فقط، ومنتظر جالس مترقب للظهور، ومنتظر مشتاق، ومنتظر ذو عقيدة راسخة يعمل بالورع ومحاسن الأخلاق، فإذا أردت مرافقة أبيك، فعليك أن تصبحي منتظرة حقيقية. اتسعت حدقتا عينيْ (ترجمان) وأخذت تدور في ذهنها بعض الأسئلة: كيف عرف هذا الرجل بكل هذا؟ هل كان يستمع إلى كلامي عندما كنت أخاطب أبي المهدي (عليه السلام)؟ كيف أصبح منتظرة حقيقية؟ وقبل أن تسأله قاطعهما صوت أمرأة: (ترجمان)، أين أنت يا بنتي؟ لماذا تأخرت بالعودة؟ (ترجمان): أمي انظري إلى هذا الرجل، إنه سيساعدني لأرى أبي. الأم: أين هو يا بنتي؟ التفتتْ (ترجمان) يمينا ويسارا فلم تجده، وبدأت بالبكاء فعانقتها والدتها، فقالت: لقد ذهب يا أمي ولم يعطني الجواب ...