رياض الزهراء العدد 207 إسقاطات ذاتية
(مرج البحرين يلتقيان)(1)
جاءت دافئة حنونة، تنشر أشعتها بمودة كبيرة، تزرع قبلتها فوق وريقات الجوري والبنفسج والزنبق الذي انتشر شذاها في المنزل، كان الجو لطيفا، حتى الأشجار أخذت تتمايل فيه فرحا مع النسيم المحمل بقطرات غيث خفيفة، ولدتها غيوم وردية غطت السماء منذ البارحة، كأنها تستعد لإقامة عرس سماوي. أشاهدها عبر نافذتي، فتقر عيني بالمنظر، وأسمح للهواء بأنْ يدور بخفة داخل الغرفة، تشكلت لدي رغبة كبيرة بتصفح قناة مكتبة أم البنين (عليها السلام) النسوية حينما رن هاتفي بإشعار القناة، خيل إلي أن رسالة ما هناك تنتظرني: صلى الإله على زواج طاهر في يوم اجتمعتْ به الخيرات عرس الوصي إلى الوصية منهج تحلو به الصلوات والبسمات(2) كانت هذه التهنئة كافية بأنْ تأسر قلبي، وفجأة خطرت ببالي دعوة زفاف صديقتي التي أرسلتها إلي منذ مدة، إنها محظوظة حقا، فقد حدث مثلما تمنت، وتحقق مرادها الذي لطالما طلبته من الله تعالى بأن يكون عقد قرانها متزامنا مع ذكرى زواج النورين نفسه، فهو يوم عظيم الشأن عند الله والدعاء فيه مستجاب، مثلما أن له خصائص جميلة، كلنا نعلم أن زواج علي وفاطمة (عليهما السلام) مختار من الله تعالى، وزفوا على أجنحة الملائكة، لكنا نتساءل: كيف كان بيت علي وفاطمة (عليهما السلام)؟ كانا (عليهما السلام) كنسمة باردة يتقاسمان المودة والمهام، بيت أساسه الإيمان، أركانه العقيدة الحقة، محمدي الهوى، علوي اللهجة، فاطمي العشق، منطقه الحق والصدق، وقرآن الفجر ترتيله، منهم نستلهم معاني الحياة السامية، وكيف تقوم على الاحترام المتبادل وحب الله ومخافته. ............................ (1) الرحمن:19. (2) حميد حلمي البغدادي.