أهمية التأصيل الصحيح للمسائل

السيد محمد باقر السيستاني (دامت بركاته)
عدد المشاهدات : 168

إن التأصيل الصحيح للتفكير في مقام النظر إلى الموضوعات المهمة، جزء أساس من الاهتداء إلى المنهج الصائب في هذه الحياة، وبخلافه يبتلى الإنسان بالتشويش في الرؤية أو بترجمة الأماني والآمال، والميول الناشئة من عوامل شخصية، أو أمواج ثقافية في صورة أفكار علمية وموضوعية، ولا شك أن المأخذ الصحيح والسليم للقوانين والتشريعات هو ما يطابق ثوابت الفطرة الإنسانية ويتعامل مع واقع الحياة والإنسان، وذلك ما نبهت عليه رسالة الله سبحانه إلى الإنسان، حيث وصف في القرآن الكريم الرسول (صلى الله عليه وآله) بأنه: (يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر) (الأعراف:157)، وليس المعروف إلا ما عرفه الإنسان بوجدانه وفطرته، واستقر عليه ضميره، كما أن المنكر إنما هو ما أنكره بقلبه ووجدانه، واستشعر فيه الإثم ورأى فيه حزازة ونكدًا، وقد تكرر ذكر المعروف والمنكر وما يقرب منهما أو ينطبقان عليه من القيم الأخلاقية مئات المرات في القرآن الكريم(1). (1) رسالة المرأة في الحياة: ص8