رياض الزهراء العدد 207 بريد القراء
أشرقت
ذات يوم وبينما أتصفح وأقرأ أعدادًا مختلفة من مجلة رياض الزهراء (عليها السلام)، رأيت على غلاف العدد الخاص بشهر الخير شهر رمضان المبارك صورة الفتاة ذات التسع سنوات (أشرقت) التي يشبه ضياء وجهها اسمها مع بقية الفتيات المشرقات اللاتي أنرن الغلاف بحجابهن، وجمال براءتهن. (أشرقت) هي ابنة إحدى زميلاتي في مرحلة الدكتوراه، فساقني الفضول للتواصل مع زميلتي، أي والدة (أشرقت)؛ بغية سؤالها عن الدافع الذي نحا بابنتها لاتخاذ قرار ارتداء الحجاب، لا تزال العبارات تدق في أذني حين أدهشت، وسررت في الوقت نفسه بسماع التسجيل الصوتي لـ(أشرقت) الذي أجابتني به على برنامج الواتساب، فقالت ما مؤداه: خالتي الحبيبة، بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإنني ارتديت الحجاب اقتداءً بسيدتي الزهراء ومولاتي زينب (صلوات الله عليهما)؛ لكي أسير على نهجهما، فيحفظني طريقهما من كل هفوة قد تلحق بي، لأحافظ بذلك على ديني، وما ربياني والداي عليه، وما علمتني إياه مدرستي الحبيبة (مدرسة العميد)، فأوفق بإذن الله. انظروا لدور التربية التي جعلت هذه الفراشة الصغيرة تنطق بكلمات عجزت عن فهمها نساء كثيرات ممن ادعين التثقف والتحرر، فربطن الحرية بالتعري والسفور. وما لفت نظري حقيقةً كيف أنها ذكرت دور والدتها في تشجيعها على ارتداء الحجاب، بل ولفت انتباهي أكثر ذكرها لمدرستها مدرسة العميد، فما الذي غرسته هذه المدرسة في نفس هذه الزهرة البريئة من مبادئ حتى اكتسبت حبها، وتمسكها بالعفة أسوةً بالسيدة الزهراء، والسيدة زينب الكبرى (صلوات الله عليهما)؟! بوركت ربات البيوت، وبوركت معلمات المدراس على تربية كهذه، مفعمة بالإيمان، وحب أهل البيت (عليهم السلام)، وبهدف خدمة الدين الحنيف.