رياض الزهراء العدد 207 طفلك مرآتك
الطفولة والفن
خلق الله تعالى الإنسان وفضله على باقي الكائنات، وجعل الحياة من حوله مؤنسة بجمال الطبيعة ليحيا بها ومعها حياة طيبة عن طريق علاقته بها، واندماجه بعناصرها. هذا وللجمال في حياة البشر بعد إلهي متين، حيث وصف الله تعالى نفسه بالجميل، وأحب واستحب الجمال للإنسان، والذي يظهر عبر أفكاره، ومعتقداته، وممارساته، وأخلاقه، وتعاطيه مع ربه ومع نفسه ومع الآخر(1). تعد ممارسة الفنون المختلفة غذاء للروح والجسد، وينمي الفن كالرسم، والتلوين، والإنشاد، والتمثيل، روح الإبداع لدى الأطفال، ومن هنا تنبع أهمية الفن للأطفال عبر مساعدتهم على تقوية الثقة بالنفس والاستقلالية، وتنمية روح الجماعة واحترام الآخر عبر المشاركة بأعمال فنية جماعية كالتمثيل المسرحي، ويساعدهم أيضا في تقوية صحتهم الذهنية والعقلية والنفسية، وهو وسيلة مهمة للتفريغ العاطفي عن المشاعر السلبية، إضافة إلى أنه ينمي الأداء الحركي والقيادي، ويساعد أيضا على تطوير الذات وتقوية الشخصية، والقدرة على حل المشكلات، مثلما أن الفن يساعد الطفل على تنمية الحس الجمالي، والقدرة على التنسيق بين العناصر الفنية بسلاسة، إضافة إلى تنمية قيمة الصبر والإخلاص في العمل لتحقيق هدف معين. تنمية الإبداع يساعد الفن على تنمية الإبداع وتنمية الابتكار لدى الأطفال، ويعلمهم كيفية التعامل مع العالم من حولهم، وتفسير ما يفكرون به بطريقة إبداعية مبتكرة، وتساعد ممارسة أنواع معينة من الفنون الأطفال على التفكير الإيجابي، وعلى التعبير عن مشاعرهم باستخدام الكلمات أو حتى عن طريق الحركات أو الإيماءات. تنمية الأداء الحركي يساعد استخدام أقلام التلوين وأدوات الرسم في تنمية القدرة على الكتابة بشكل جيد لدى الأطفال، واستخدام المقص وفرشاة الرسم بشكل صحيح يساعد في تعلم المهارات الأساسية التي تعنى بالأداء الحركي للطفل، كربط شسع حذائه بنفسه، وغيرها من الممارسات اليومية. تنمية الإدراك البصري تساعد ممارسة الرسم والتلوين، حتى النحت على تنمية الإدراك البصري لدى الأطفال ومساعدتهم على تحليل ما يرونه أمامهم، وتعليمهم كيفية اتخاذ القرارات بناء على ما يرونه من حولهم، وتساعد ممارسة بعض الفنون التشكيلية والحرف اليدوية على تعلم الطفل الأداء التنفيذي الذي يتطلب استخدام الذاكرة، والتحكم بالنفس والمرونة العقلية، واكتساب هذه السمات المميزة تساعد الطفل على التخطيط قبل اتخاذ القرارات والتحكم بسلوكه العام. إن الاهتمام بالتربية الفنية للإطفال يؤثر إيجابا في أدائهم العام، لذا لابد من أن يأخذ هذا المجال حقه في المناهج التعليمية وعند الأهل. .................................. (1) من محاظرة الدكتورة فاطمة نصر الله _ لقاء الطفولة و ألوان الطيف_2023م