رياض الزهراء العدد 207 الحشد المقدس
شموع الوطن: ترنيمة الشهداء في قلوبنا
في زمن الانتفاضة والصمود، ولدت قصة الشهيد، رمز الفداء والعزيمة، لتخط على صفحات التاريخ أروع مواقف البطولة والتضحية، كانت لحظات الاختيار الحاسمة تنتظره، فانبثق من حضن الوطن، محملًا براية العزم والشجاعة؛ ليكتب بدمائه قصةً جديدةً عن البطولة والعزيمة. كانت نظراته تحمل وعي الشهيد، فكانت تنطق بالوفاء للأرض والعهد، وبالثبات على المبادئ والقيم، وعندما ارتقى قمة الفداء، تجلى بريق الشهادة في عينيه، فأصبحت تلك القلوب التي لم تخضع للذل تنبض بالحياة الأبدية. لقد خط الشهيد بدمائه أجمل الصفحات من تاريخ الوطن، فكانت تلك الدماء شاهدة على الإخلاص والولاء، وعلى العهد الذي لا ينكسر، والوفاء الذي لا يتزعزع، ارتقى بكل فخر وعزة، مليئًا بقيم الحرية والكرامة؛ لتبقى شاهدًا على تضحياته التي لا تنسى، وعلى عهده الذي لا ينكث. رحيل الشهيد لم يكن نهايةً لقصته، بل كان بدايةً لتألقه في ذاكرة الأجيال وتراث الوطن، فقد أصبح اسمه ملازمًا لكل شيء يتعلق بالفداء والوطنية، وأصبحت قصته درسًا في الإيمان والصمود. كم من الأمهات يفخرن بأنهن أمهات للشهداء، وكم من الأطفال يحلمون بأن يكونوا مثله، شهداء يحملون راية العزم والإصرار، فالشهيد ليس مجرد شخص، بل هو رمز للإرادة والعزم، والقيم النبيلة التي يحملها في قلبه. إن قصة الشهيد لا تقتصر على لحظة الاستشهاد، بل تمتد لتشمل رحلته الحافلة بالتضحية والبناء والعطاء، إنها قصة تبث الأمل والتفاؤل في نفوس الشباب، وتحمل العبر والدروس للأجيال القادمة، لتظل شعلة الفداء متوهجة في سماء الوطن، تنير درب النضال والحرية.