رياض الزهراء العدد 207 طفلك مرآتك
عطر وصلاة
حان وقت الذهاب إلى المدرسة، فقالتْ (جنى) لأمها: شاهدي يا أمي (يحيى) كيف يتأمل أبي، لابد من أن في ذهنه سؤالًا ما ككل يوم. وبينما كان الأب كعادته يقف أمام المرآة وقد بدأ يتعطر بعد أن صفف شعره، كان (يحيى) يقف بجانبه صامتًا حتى أخرج ما يجول في خاطره قائلًا: أبي، لم تتعطر وتعطرني معك؟ جلس الأب والتفت إليه ليجيبه والبسمة قد ارتسمتْ على ملامحه الحانية: لأنني أحب ما يحبه نبينا الأعظم، فصلى (يحيى) على النبي وعترته، وصلتْ أمه وأخته والأب جميعًا، ثم واصل الأب قائلًا: لقد قال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله): "حبب إلي من دنْياكم الطيب"(1)، هنا أقبلتْ جنى مناديةً: أبي، أبي، فقال ملتفتًا إليها: نعم بنيتي. - قالتْ: أبي، سمعت أمي تقول: إن قرة عين نبينا الصلاة. - قال: أحسنت يا قرة عيني. - فتبسمتْ قائلةً: هل تحبني مثلما تحب الصلاة يا أبي؟ - قال: نعم، فأنت نعمةٌ وحسنةٌ أصل بك إلى رضا الله تعالى كالصلاة، وإذا بصوت سيارة المدرسة تقف عند الباب، ودع كل من (يحيى) و(جنى) والديهما وسألاهما الدعاء لهما، وغادرا إلى المدرسة مسرورين. .................... (1) الخصال: ج1، ص79.