رياض الزهراء الأخبار
باحثة تناقش الفكر الاجتماعي عند أمير المؤمنين (عليه السلام) في ضمن فعّاليات أسبوع الإمامة الدولي
ناقشت الباحثة الدكتورة بتول عرندس الفكر الاجتماعي عند أمير المؤمنين (عليه السلام) في أثناء مشاركتها في الجلسة البحثية لمؤتمر (الإمام عليّ ـ عليه السلام ـ العلمي) المنعقد في جامعة الكفيل في ضمن فعّاليات (أسبوع الإمامة الدوليّ الثاني) الذي تقيمه العتبة العبّاسية المقدّسة تحت شعار (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (منهاج الأئمّة - عليهم السلام - في تربية الفرد والأمّة)، وذلك للمدّة من 27 يونيو ـ4 يوليو 2024م. وفي ملخّص بحثها الذي يحمل عنوان (منهج الإمام عليّ - عليه السلام - والتوازن في الشخصية الإسلامية)، أشارت الدكتورة عرندس إلى أنّ كتب السِيَر والتاريخ تبرز سياسة الإمام عليّ (عليه السلام) ومبادئه السامية في جانب الرعاية الإنسانية. وأكّدت على أنّ هذه المبادئ يجب أن تدخل على رأس القوانين والدساتير لحقوق الإنسان في العالم الحالي، فنهج الإمام عليّ (عليه السلام) دستور للبشرية كافة، وقالت إنّ مواقفه (عليه السلام) كانت خير تعبير عن هذه الرؤية، وقد كان مستميتاً في الذود عنها قولاً وأداءً حتى آخر لحظة في حياته، ممّا ظهر جلياً في ممارساته اليومية للسلطة وتأكيده على حفظ كرامة الإنسان وحقوقه. وأضافت: أنّ المفاهيم الإسلامية لحقوق الأمّة أصبحت عند الإمام عليّ (عليه السلام) جزءاً من حياته اليومية، فعلّمنا أنّه لا يمكن أن تُحترم حقوق الإنسان وتُصان إلّا في مجتمع مبنيّ على أساس العدالة الإلهية، والذي يقود المجتمع شخصيات منصّبة من قِبل الرسول (صلّى الله عليه وآله)، فمن هنا لم يكن الحكم لدى الإمام (عليه السلام) غاية في حدّ ذاته، ولم يسعَ إليه في يوم من الأيام، بل كان من أزهد الناس به. وسلّط البحث الضوء على الفكر الاجتماعي عند أمير المؤمنين (عليه السلام)، مشيراً إلى أنّه سبق المفكّرين الاجتماعيّين بالدعوة إلى التوازن، وأوضحت الباحثة أنّ الإمام عليّ (عليه السلام) آمن بوحدة الأمة ودور المجتمع في تحقيق العدالة الاجتماعية وأهمّيتها للوصول إلى التوازن النفسي عن طريق تحقيق التآلف المجتمعي. مثلما بيّنت الدكتورة بتول عرندس أنّ الإنسان بعد امتلاكه حسّاً اجتماعياً في نفسه، يرتبط بمحيطه وفق مراد الله تعالى، فيحقّق شخصية متوازنة في العلاقات الاجتماعية، وأوضحت أنّ الدائرة تتّسع من نطاق الفرد وتصبح دائرة اجتماعية إسلامية كبيرة، ويمكن أن تضمّ فئات غير مسلمة كالمسيحيين واليهود، ولتحقيق هذا الهدف يسعى الإسلام إلى تعبئة المسلمين أفراداً ومجموعات بشرية من دون إرباك طريقة التعامل. وأشارت إلى التزامات اجتماعية معيّنة يجب على المسلمين بصفتهم أفراداً الوفاء بها، مثل حُسن المعاشرة، والتعامل الإنساني مع الآخرين، وحماية حقوق الآخرين، وعدم الإضرار بالآخرين، وغير ذلك من القواعد والتعاليم المقدّسة.