التأصيل المعرفي والأخلاقي في شأن ثنائية الذكر والأنثى

السيد محمد باقر السيستاني (دامت بركاته)
عدد المشاهدات : 175

لا شك في أن المنطق الفكري السليم يشهد بتأصيل معرفي بديهي للغاية للإنسان، وهو أن الناس كلهم سواء في الإنسانية من دون فرق بين ذكر وأنثى، فقد جهزهم الله سبحانه كلهم بالمقومات الأربعة المعروفة للإنسانية، وهي: العقلانية المعرفية التي يمارس الإنسان من خلالها التفكير، والنزوع إلى الحكمة التي تحث الإنسان على اختيار الخيار الملائم بين الخيارات المختلفة، والضمير الأخلاقي المنطوي على القيم الفاضلة، والإرادة الحرة التي يختار بها الإنسان السلوك الذي يراه، ويتحمل من جهته المسؤوليات في سلوكياته وأفعاله، فتلك خصال مقومة للإنسانية، وهي مشتركة بين الجنسين، من ذكر وأنثى. كما يشهد الضمير الأخلاقي وهو المصدر الفطري والأم لجميع التشريعات الملائمة تفريعًا على تلك الحقيقة المنطقية المشهودة بتأصيل قيمي واضح، وهو اشتراك الجميع من ذكر وأنثى في الحقوق والواجبات، وتحمل المسؤولية تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين(1). ................. (1) رسالة المرأة في الحياة: ص10.