رياض الزهراء العدد 208 رتاج العلم
"مفاتحها السؤال"
من الأمور المهمة التي لابد من الوقوف عليها في موضوع التعلم والذي يعد أهم باب من أبواب المعرفة الإنسانية، وأعظم مدخل إلى العلم والتطوير هو السؤال. والسؤال أمر فطري جبلت البشرية عليه، فالإنسان منذ طفولته ونعومة أظفاره يبدأ بالسؤال، والسؤال ناتجٌ عن حب الاستطلاع والاستكشاف لديه، فالطفل يسأل عن أشياء كثيرة نتيجة جهله بما حوله، وهذا يبعث على نماء عقله، واتساع مداركه، وزيادة معرفته، وتراكم خبراته، فقد ورد عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: "من سأل في صغره، أجاب في كبره"(1). وينمو هذا الأمر لدى الإنسان كلما كبر وأحس بالحاجة إلى رفع جهله؛ فالسؤال حاجة ضرورية لكل إنسان، فلا يخجل ولا يستحي أن يسأل عما بدا له من أمور يجهلها، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "سل عما لابد لك من علمه، ولا تعذر في جهله"(2). وللسؤال أهمية كبيرة وفائدة عظيمة، فهو جسر للعبور من ظلمة الجهل إلى نور العلم، وهو مفتاح لخزائن العلم، مثلما عبرت عنه الروايات الشريفة، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "العلم خزائن ومفتاحه السؤال، فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم، والمستمع، والمحب لهم"(3)، وعنه (صلى الله عليه وآله): "حسن السؤال نصف العلم"(4) ولكن من نسأل؟ ومن أين نأخذ العلم؟ قد أجاب عن هذا السؤال القرآن الكريم، فقال تعالى: )فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون( (النحل:43)، و(أهل الذكر) هم أهل البيت (عليهم السلام) مثلما ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: "نحن أهل الذكر، ونحن المسؤولون..."(5)، وفي زمن الغيبة نرجع إلى العلماء الثقات ليبينوا لنا ما أشكل علينا. ................................................... (1) ميزان الحكمة: ج2، ص1614. (2) موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام): ج5، ص19. (3) بحار الأنوار: ج1، ص197. (4) العلم والحكمة في الكتاب والسنة: ص269. (5) الكافي: ج1، ص210.