التكنولوجيا ومحرم: أثر التكنولوجيا الحديثة في إحياء واقعة الطف

هاجر حسين الأسدي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 157

أضحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلةً مهمةً جدًا في عولمة الأحداث والمناسبات؛ لتوسعة نطاق انتشار القضية الحسينية، والعطاء والبذل الذي يحدث على طول المسارات المؤدية إلى صاحب هذه القضية، ألا وهو الإمام الحسين (عليه السلام)؛ لذلك نلاحظ في الأعوام الأخيرة إقبال غير المسلمين من شتى بقاع الأرض عليها، إضافةً إلى اهتمام الكم الكبير من الصحفيين والمهتمين بالجانب الإنساني والمصورين وغيرهم من الفئات التي لها جمهورها الخاص بها، فكيف تسهم التكنولوجيا الحديثة بنشر الإسلام ورسالة الإمام الحسين (عليه السلام)؟ في هذا السياق أجرت مجلة رياض الزهراء (ليها السلام) استطلاعًا للرأي: قالت آيات العكيلي: إن واقعة الطف ليست مجرد واقعة تاريخية، بل هي منبع القيم الإنسانية والدينية العظيمة، إن توضيح هذه القيم والرسائل العميقة للعالم يساعد في نشر الوعي بالقيم الحقيقية للإسلام التي تتمثل بالتضحية، والعدالة، والوقوف بوجه الظلم، ويمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تؤدي دورًا محوريًا في هذا السياق عن طريق استخدام منصات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، والتطبيقات الذكية. وبين علي هادي/ بكالوريوس إدارة واقتصاد أن نشر منشورات تتضمن أحداث واقعة الطف، وتاريخها، ولماذا نحييها، وتجيب بشكل واضح ووافٍ عن طريق نشر مقاطع فيديو، أو تكون على شكل (إنفوجرافيك) مع توضيح القيم السامية الموجودة فيها، إضافة إلى بث مباشر ينقل فعاليات الهيئات والمواكب، وتوزيع الطعام والشراب على الزائرين، مما يجعل المشاهد يشعر بالفضول، من ثم استقطابه للبحث والاستفهام، ويمكن أيضًا عمل مسابقات دينية، أو فعاليات إلكترونية، أو استطلاع رأي، أو إقامة مسابقات دينية لنشر ثقافة عاشوراء، والتواصل مع المؤثرين لنقل تفاصيل الحادثة بالشكل الذي يستقطب أكبر فئة. وقالت بنين جمال: باستثمار التكنولوجيا الحديثة يمكن إيصال رسالة الطف إلى جمهور واسع ومتعدد الثقافات، فعلى سبيل المثال، يمكن إعداد فيديوهات وثائقية قصيرة أو استخدام الرسوم المتحركة لتوضيح أحداث واقعة الطف بشكل جذاب ومؤثر، إضافة إلى ذلك، يمكن إنشاء تطبيقات تفاعلية تتضمن خرائط تاريخية ومعلومات مفصلة عن الشخصيات والأحداث، مما يسهل على المهتمين فهم الحادثة بعمق. أما زهراء إبراهيم/ هندسة طب حياتي فقالت: استخدم وسائل التواصل في أيام محرم مثلما استخدمها في الأيام الأخرى، لكن دائمًا أحاول إضفاء لمسة حزن فيها عبر اختيار القصائد الحسينية تحديدًا بدلًا من الأناشيد أو القصائد الأخرى، والأشعار التي أنشرها تكون في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) أو تلمس واقعة الطف الأليمة، مثلما أن الصور التي اختارها تكون معبرة عن الحزن والألم لمصاب الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأنصاره. الرسالة الإنسانية إن التعريف بحادثة الطف يمثل فرصة لتعزيز الفهم بين الثقافات المختلفة، حيث يمكن عن طريق سرد الواقعة بلغة العصر الحديث وعبر استخدام الوسائط المتعددة، أن يتمكن الأفراد من مختلف الخلفيات الدينية والثقافية من استيعاب الرسالة الإنسانية للإمام الحسين (عليه السلام)، ويمكن أن تساعد المدونات والمنشورات والملصقات ومقاطع الفيديو القصيرة بتقديم سرد تاريخي، ونقاشات معمقة بشأن الدروس المستفادة من كربلاء، مما يعزز الحوار بين الأديان ويعزز التسامح والتفاهم المتبادل. ومن الأساليب الفعالة أيضًا، استخدام تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) لإعادة إحياء معركة كربلاء، مما يتيح للناس من جميع أنحاء العالم فرصة خوض تجربة تعليمية فريدة ومؤثرة، فهذه التقنيات يمكنها أن تجعل الحادثة التاريخية أكثر واقعية وقريبة من الأجيال الشابة التي تتفاعل بشكل أفضل مع الوسائط التفاعلية. ختامًأ، لا يمكن إنكار الدور الهائل الذي تؤديه التكنولوجيا الحديثة في إحياء ذكرى محرم ونشر رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) على نطاق عالمي، فعن طريق الاستفادة الذكية من الأدوات التكنولوجية المتاحة، يمكننا تعزيز الوعي بالقيم الإنسانية العظيمة التي تمثلها واقعة الطف، ونشر رسالة الحق والعدالة والتضحية بين مختلف الشعوب والثقافات. إن دمج التكنولوجيا مع القيم الدينية يفتح آفاقًا جديدة لفهم أعمق وأكثر شمولية للتاريخ الإسلامي، ويضمن أن تظل رسالة كربلاء خالدة ومؤثرة عبر الأجيال.