تساؤلات طفلةٍ عطشى

فاطمة نعيم الركابي/ذي قار رسوم: فاطمة ضياء العبادي/ البصرة
عدد المشاهدات : 249

ها قد جاء الماء، نادت تلك الطفلة، فما إن أتى دورها بالسقي، حتى أسرعت وهي تحمل إناءها بكلتا يديها الصغيرتين لتأخذه إلى إمامها العطشان، فقد كانت لها أمنية أن تذهب إليه، علها تبلل شفتي إمامها الذابلتين اللتين لم تذوقا قطرة من الماء، فحاولت، وحاولت، لكن من دون جدوى، إذ لم تصل إلى إمامها، وإذا بها تسمع صوتًا من قطرات ماء انسكبت من ذلك الإناء تقول لها: لا تحاولي، لا تحاولي، فقد شاء الله تعالى أن يبقى إمامك عطشان. حزنت الطفلة كثيرًا، وقالت بغصة: لكن لماذا؟ فأجابتها تلك القطرات: لأنه سفينة النجاة، وكيف للسفينة أن تنجي من ركبها وفي جوفها قد دخل الماء، فآلت السفينة على نفسها أن لا تشرب الماء؛ لتنجي من ركبها. صمتت الطفلة، فقد فهمت الأمر الآن، ثم سمعت مجددًا صوت تلك القطرات، قائلة لها: اشربي وارتوي، فهذا الماء من نصيبك، وهكذا يرتوي ثغر إمامك العطشان.