الاتساق التربوي لسلوك المتعلمين

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 91

تضم المؤسسة التربوية بين أروقتها إضاءات سلوكية، ولائحة للبنود التربوية التي لا تخلو من النظام والاتساق المعرفي والتربوي لعناصر المواظبة والالتزام والسلوك السوي؛ لما لها من أثر كبير في تشكيل شخصية المتعلم، وفي الوقت ذاته تبرز الأهمية الكبرى في تربية الإنسان والمواطن الصالح في المستقبل، ويتم على ضوئها صياغة المنهج التربوي والتعليمي الذي يشكل الهدف المنشود لدى ملاك المؤسسة التربوية في كافة المراحل الدراسية للتلميذ. وتأتي أهمية الانضباط أو الاتساق في السلوك لدى المتعلم بكونها تمثل قاعدةً رصينةً تمنحه المشاركة، وتنمية الذات، وغرس الثقة بالنفس، والاعتياد على الالتزام بأداء القواعد المرسومة التي يتم وضعها وصياغتها من قبل إدارة المدرسة، أو معلم الصف فيما يخص أداء الواجبات، ومعرفة التعليمات الرسمية التي تعدها المدرسة والمطلوبة في داخل أسوار المؤسسة التربوية، فيتحقق الالتزام والانضباط، وتحقيق مدارك المعرفة، واتخاذ القرار، والهدوء، وتهذيب النفس، والتشجيع على العمل الجماعي، وتقبل آراء الآخرين، والاستجابة للتوجيه، وأخذ الإرشادات والنصائح المفيدة والنافعة لحياة التلميذ المهذب، وتؤدي نتائج الانضباط والمواظبة للتلميذ إلى خلق فرد مستقل، وكذلك تسهم في خلق جيل واعد متنوع الآراء، لاسيما الإيجابية منها التي تخدم المجتمع وتقلل من الأضرار والمخالفات، والحد من الظواهر السلبية والمنبوذة في المجتمع. ويعد الانضباط دليلًا على الاحترام والحرص والجد والجودة في نوع المهام الملقاة على عاتق التلميذ، ومن أبرز النقاط التي تشير إلى المنفعة الهادفة والإيجابية لمنتهجي مسار الانضباط السلوكي المدرسي هي: 1ـ الالتزام بالحضور وعدم التغيب عن المدرسة من دون عذر مشروع. 2ـ المحافظة على نظافة المدرسة وعدم إلقاء النفايات على الأرض، بل رميها في سلة المهملات. 3ـ انتقاء الألفاظ والعبارات الممدوحة والحسنة التي تدل على الأخلاق الحميدة والتربية الصحيحة. ٤- تقديم المساعدة للآخرين عند الحاجة والشعور بالمسؤولية تجاههم، التي تعمل بدورها على تحقيق سبل التواصل الاجتماعي بين التلميذ وزملائه من جانب، ومعلمه والمجتمع من جانب آخر، ويتم ذلك عن طريق حسن الاستماع والاستفادة من الوسائل التطويرية التي تخص المادة العلمية التي يقدمها المعلم. وفي الختام، لابد من الإشارة إلى دور الأسرة الذي لا يقل شأنًا عن دور المدرسة في تحقيق الانضباط السلوكي للمتعلم عن طريق المتابعة وإبعاد الوسائل المشتتة لذهنه، مما يسهم في تحقيق النجاح للتلاميذ واستثمار قدراتهم بالشكل الأمثل لمصلحتهم وارتقائهم نحو الأفضل.