المرأة في كربلاء: قائدة وراوية ومربية

فاطمة أسعد النعمانيّ/ كربلاء المقّدسة
عدد المشاهدات : 162

تعد النهضة الحسينية التي تجسدت في واقعة كربلاء من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، إذ تحمل في طياتها العديد من القيم والمعاني الإنسانية والدينية، وكان للمرأة دور بارز في هذه النهضة، إذ كانت حاضرة بفاعلية في مختلف جوانبها، مما يبرز دورها المحوري والمؤثر بتحقيق أهدافها، ونشر رسالتها. وتجلى دور السيدة زينب بنت علي (عليهما السلام) المحوري بقيادتها الحكيمة، تلك المربية العظيمة التي شهدت عاشوراء، ودعمت تلك النهضة بمختلف الوسائل، وكان لها تأثير سياسي كبير، واتضح ذلك جليًا في خطبها التي فضحت الظلم والطغيان الذي مارسته السلطة الأموية، وأثارت مشاعر الناس، كانت تلك الخطابات نواةً لثورات مستقبلية ضد الظلم، وأصبحت السيدة زينب (عليها السلام) رمزًا للمقاومة والصمود. إضافة إلى ذلك، قدمت النساء الأخريات أمثال السيدة الرباب، والسيدة رملة، وأم وهب، وغيرهن دعمهن عن طريق التضحية بأبنائهن وأزواجهن في سبيل الدفاع عن الحق، هذه المواقف أكدت على أن المرأة كانت شريكة أساسية في التضحية والجهاد. وبعد حادثة كربلاء، كانت النساء الشاهد على الأحداث المؤلمة التي جرت، وأسهمن بنقل الحقائق، وتوعية الأجيال، مما ساعد في ترسيخ الرواية الحقيقية للنهضة الحسينية، وحفظها من التحريف. أظهرت واقعة عاشوراء أهمية دور النساء في المجتمع الإسلامي، فقد بينت أن للمرأة مكانةً قويةً في النضال من أجل الحق والعدالة، وأنها شريكة في تحقيق الأهداف النبيلة، فأسهمت النساء في عاشوراء ببناء لأنموذج ملهم للمرأة المسلمة عبر التاريخ، إذ قدمن مثلًا للثبات والإيمان، وأسهمن بتعزيز الروح المعنوية، مما أضاف عمقًا روحيًا لذكرى عاشوراء، وجعلها جزءًا أساسيًا من التراث الإسلامي، فدورهن كان مكملًا لدور الرجال، فدور المرأة لا يمكن اختزاله بمجرد المشاركة، بل هو دور محوري وأساسي في تحقيق أهداف النهضة وإيصال رسالتها إلى الأجيال القادمة. النساء في كربلاء لم يكن مجرد شاهدات على الأحداث، بل كن فاعلات وقائدات ومضحيات، وبهذا أسهمن ببناء الأمة، ومن هذا الدور العظيم نستلهم القيم، والقوة، والصبر، والتضحية في سبيل الحق.