التكية الكربلائية
تعد التكية الكربلائية من الشعائر الحسينية التي يتميز بها أهالي كربلاء، ويعود تأريخها إلى العام (1800م)، فيبدأون بإعدادها ونصبها قبيل شهر محرم الحرام من كل عام، ويرمز تنصيبها إلى استقبال ركب الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته القادم نحو مدينة كربلاء المقدسة، فوصول الإمام الحسين (عليه السلام) إليها كان في أول يوم من شهر محرم الحرام أو في الثاني منه، ولذلك يستقبل أهالي كربلاء قدوم شهر محرم بتنصيب المصابيح والفوانيس الملونة التي تضيء أجواء المدينة والتي يسمونها (التكية)، وهي دلالة وتعبير عن الحزن والمواساة بإضاءة المدينة للإمام الحسين (عليه السلام) وعائلته وأصحابه. ويعد كل فانوس ومصباح رمزًا معينًا لأصحاب الإمام الحسين (عليه السلام)، وتزين التكية بالمصابيح والمرايا والذهب في بعض الأحيان، ويكون اجتماع كل هيئة في التكية الخاصة بهم، حيث يتم توزيع الماء والطعام، وخدمة الزائرين، ويستمر هذا الأمر إلى التاسع من المحرم ليلًا، ثم يتم وضع القماش الأبيض ـ الكفن ـ على التكية، وفي مساء يوم العاشر من المحرم يتم وضع مصابيح حمراء اللون، وإطفاء (لالات) التكية تعبيرًا عن الحزن على مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، حينها يتم إيقاد الشموع تعبيرًا عن حزن المحبين لمصاب سيد الشهداء (عليه السلام)، وسبي النساء والأطفال، ويجتمع الناس بخاصة النساء والأطفال عند المخيم الحسيني مواساةً لأهل بيت الإمام (عليه السلام)، وفي اليوم الحادي عشر من محرم الحرام يتم تفكيك التكية بانتظار محرم آخر، حيث يتم استعادة الذكرى من جديد. و(التكية) تكون محتوية على الزهور، والمزهريات المنارة بالأضواء، والثريات، واللالات، ومظاهر الزينة، وصواني الياس، ورائحة البخور، وغيرها، وقد تطورت التكيات الحسينية في الوقت الحاضر من حيث المساحة والشكل.