رياض الزهراء العدد 209 رسالة المرأة
اختلاف التشريعِ الملائمِ بين الرجل والمرأَة في مجالات عدّة
الفوارق بين الجنسين بطبيعة الحال تقتضي تحديد مسؤوليات الرجل والمرأة بما يلائمهما، ممّا اقتضى اختلاف دور الرجل ودور المرأة بحسب التأصيل الشرعي في مجالات عديدة، منها على سبيل المثال: القتال والدفاع، فالقتال أمر يحتاج إليه المجتمع الإنساني في مقام حفظه عن الأعداء والكائدين، سواء في مستوى الدولة لحماية مواطنيها أوالعشيرة في المجتمعات التي تمثّل العشيرة وحدة اجتماعية مترابطة، تربط بين أفرادها مصالح مشتركة، وتتحدّاهم مخاطر مشتركة، وكذلك الأسرة، فهي وحدة اجتماعية قد يتحدّاها حوادث، كمحاولة قتل، واعتداء، وسرقة، ممّا يوجب الدفاع. ولم يعتبر الدين المرأة والرجل سيّان في هذا المجال، بل كان التأصيل على إعداد الرجل للقتال والدفاع، وقيامه بذلك حتى لو اقتضى تحمّل المشاقّ والتضحية بنفسه وبسلامته، وهو أمر يقوم به الرجال فعلًا وبشكل طوعي، كما هو الحال عند حاجة البيت والأسرة إلى الدفاع، وهناك من النساء مَن تكون قوية وفاعلة، ولكن ليس ذلك هو الطابع العام لهنَّ. وتهتمّ المرأة في حال غياب الرجل للقتال، بأمر الأسرة وتتحمّل أعباء في تدبيرها كنوع من توزيع المسؤولية وتنوّع الأدوار بحسب الخصائص الملائمة للجنسين(1). ..................... (1) رسالة المرأة في الحياة: ص27.