مَشْرِقُ الأَنوارِ وظُلمُ العبادِ

لوية هادي الفتلاوي
عدد المشاهدات : 191

ماذا أقول فيكِ وقد قالها سيّد المرسلين (صلى الله عليه وآله): "فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله (عزّ وجل)".(1) تلك هي مشرق الأنوار لنجوم سماء الولاية، ومخزن الأسرار لتخوم كتاب الهداية.. تلك هي العلامة العظمى في السماء، امرأة كالشمس يدور حولها اثنا عشر كوكباً.. هي الجوهرة الفريدة التي مَنّ الله تعالى بوجودها فصار سبباً لامتداد أشعة رسالة أبيها (صلى الله عليه وآله) .. هي الشمس البازغة في سماء العصمة، وجودٌ قد مُلِئَ قلبه بالحزن والألم إذ تقول: صُبَّتْ عَلَيَّ مصائبٌ لو أنَّها  صُبَّتْ عَلَى الأيَّامِ عُدْنَ لَيالِيَا(2) أودعت التراب ولم يبق من بدنها النحيف إلّا شبح وصارت كالخيال، دُفنت غريبة قد عُفي قبرها الذي هو مخرن الأسرار الإلهية. آهٍ لمصابها قد هدّ مَن بقدرته وإرادته أخضع الدنيا حيث خاطب الرسولَ الكريمَ (صلى الله عليه وآله): "أمّا حزني فسرمد وأمّا ليلي فمسهد"(3) وذاك كوكب آخر من أولادها عاش ومات غريباً في أرض سورى ببابل.. حيث شمائله توسمت في ابنته فكان عطر الإمامة من دلّ عليه في المدينة المنورة.. هو نور لموسى بن جعفر قد تجلّى.. وتمتزج آهات وآلام مع آهات سامراء وآلامها.. ............................... (1) شرح نهج البلاغة: ج16، ص273. (2) أعيان الشيعة: ج1، ص296. (3) الكافي: ج1، ص459.