الموهبة بين العقبة والتأَلقِ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 207

يشكّل أصحاب القدرات الخلّابة وذوو المهارة المتفرّدة علامة مميّزة ووضّاءة للثروة المعرفية، والتراث الأصيل، والكنوز الفعلية لعالم الموهبة، وقد وردت الكثير من الدلالات والمفاهيم التي تعرّف الموهبة، منها ما جاء في تعريف الكاتب برهان محمود حمادنة: مَلَكة معيّنة، ومهارة يتقنها الطالب، بغضّ النظر عن مستواه الدراسي(١). ويتّضح لنا أنّ الطاقات المتميّزة في الأداء للمهارات والقدرات الكامنة لدى بعض المتعلّمين، تشكّل إحدى مظاهر الاتّساق في العمل، وتحقيق أعلى مراتب الذكاء، والتعامل مع الظروف المحيطة والمواقف، فالأمر لا يقتصر على الجوانب العلمية والأكاديمية، بل ينصرف إلى الصفات الشخصية والدافعية للمتعلّم، وثَمّة إشارة لمَن أُتيحت له الفرصة في التجوال داخل أروقة المؤسّسة التربوية؛ ليحطّ في محطّة استراحة الموهوبين؛ ليجد بريقًا لامعًا لفئة من التلاميذ أصحاب القدرات الإبداعية والمتميّزة عن بقية أقرانهم، إلّا أنّ هناك بعض المعوّقات التي تعترض طريقهم، منها: 1- المعوّقات الأكاديمية: نعني بها عدم اكتراث بعض التدريسيين في بعض الأحيان لشريحة الموهوبين، والافتقار إلى لغة التواصل وتبادل الآراء، وطرح الأسئلة من دون تردّد أو إحراج، واستبعاد أساليب التقويم الرصينة التي بدورها تزيد من حدّة المعوّقات، بل تؤدّي أحيانًا إلى تلاشي الموهبة لدى التلميذ وضياعها. 2- المعوّقات الذاتية: تتضمّن غياب الاهتمام والرعاية المعنوية للتلميذ، وعدم تأمين الأجواء النفسية المريحة، حيث يميل التلميذ الموهوب إلى التفكير المتواصل، وحبّ الاستكشاف والاستطلاع، ويسعى إلى عدم الاستسلام للمثبّطات. 3- المعوّقات الاجتماعية: تعني إهمال المؤسّسات المعنيّة، وعدم رعايتها للطلبة الموهوبين؛ ليشكّل هذا العامل عقبة تحول دون التقدّم والإفصاح عن صدق المشاعر والإمكانات لمواكبة كلّ ما هو حديث ونافع للفرد نفسه وللمجتمع. وهناك بعض الحلول المقترحة للتغلّب على أهمّ العقبات التي تواجه الموهبين، تتلخّص بما يأتي: 1. السعي إلى إدخال بعض البرامج المستحدثة في ضمن المناهج الدراسية، وإنعاش الأنشطة الصفّية والإثرائية التي تنسجم مع متطلّبات التلاميذ. 2. تزويد التلاميذ بالمعلومات المهنية والتربوية المتنوّعة، وتعزيزها بأهمّ المصادر التي توسّع من مداركهم، وتقديم النصائح والإرشاد لذوي الموهوبين، ومساعدتهم بقدر المستطاع لخلق بيئة أسرية ناجحة وصحّية، وغرس الثقة في نفوس التلاميذ، وتشجيعهم باستمرار، وتذليل الصعوبات بالقدر الممكن. وفي الختام، تُوصف أهمّية رعاية التلاميذ الموهوبين وإنصافهم بأنّها خطوة إيجابية، الهدف منها خلق مواطن صالح وواعد يشعر بالمسؤولية، ويحرص على خدمة البلد، والإسهام بنهضته وتقدّمه، واختيار الموقع المناسب في المستقبل طبقًا للقدرات والإمكانات الرصينة. ....................................................... (1) المرشد إلى الموهبة: ص٢٩.