صُلحُ الإمامِ الحَسنِ(عليه السلام) المَفروضُ وأَسبَابُه

تيسير حازم الحلو
عدد المشاهدات : 132

من أهم السمات التي يناقشها الباحثون في حياة الإمام الحسن (عليه السلام) هو الصلح الذي فُرض عليه مع معاوية، حيث أُثيرت الكثير من الإشكاليات حوله، والحقيقة أنه قد لجأ إليه (عليه السلام) بسبب عوامل متعدّدة: • السياسة الخارجية: حيث إن الروم كانوا يتحيّنون الفرص لضرب الإسلام والانتقام، وقد جهزوا جيشهم عندما وصلهم نبأ اصطفاف جيش الإمام (عليه السلام) وجيش معاوية. • السياسة الداخلية: إنّ الأمام (عليه السلام) خطب في جامع الكوفة داعياً الناس إلى الجهاد، فلم يجد استجابة سوى من قلة تتصف بالتفكك والملل من الحروب، إضافة إلى ضعف العقيدة، حيث كانوا مؤلفين من جماعات مختلفة، منهم الخوارج والمندسّون. • القائد الخائن: لقد خان أحد القادة الإمام (عليه السلام) بأخذه مبلغاً من المال من معاوية، والتحق بجيشه مصطحباً معه ثمانية آلاف جندي. • المؤامرات الغادرة: أرسل معاوية جماعة من المعروفين بحسن السيرة إلى خيمة الإمام (عليه السلام)؛ للتحدث معه، وعند خروجهم أخذوا يصرخون بأنّ الإمام (عليه السلام) حقن الدماء وقبل الصلح، فثار الناس على الإمام (عليه السلام) وسلبوه وحاولوا قتله، ثم خرج إلى المدائن ليكمن له أحد الخوارج ويضربه، مما جعل حالته الصحية تتدهور، وكانت هذه فرصة استغلّها العدو في إضعاف القوة العسكرية للإمام (عليه السلام). أسباب قعود الإمام الحسن (عليه السلام) وقيام الإمام الحسين (عليه السلام): 1. الظروف السياسية والعقبات التي واجهت الإمام الحسن (عليه السلام)، والاختلاف بين الأيام التي عاشها الإمام الحسين (عليه السلام) والأيام التي عاشها الإمام الحسن (عليه السلام) حيث كان الناس في حينها مستعدّين للقتال نتيجة الظلم الذي حلّ بهم من أعمال يزيد ومعاوية الذي نقض صلحه للإمام الحسن(عليه السلام) بينما كان الناس في أيام الإمام الحسن(عليه السلام) قد أصابهم الملل من الحروب التي قادها الإمام علي (عليه السلام) الذي كان قد دعاهم لحرب الشام قبل وفاته. 2. اتصاف معاوية بالمكر والدهاء متستراً بالدين، أمّا يزيد فقد كان مكروهاً معلناً للفسوق. 3. إقامة الحجة على مَن تقاعسوا عن الجهاد والذين عابوا على الإمام (عليه السلام) الصلح فيما بعد. 4. أراد أن يستغل الصلح في إيصال فضائل الإمام علي (عليه السلام) إلى الشام، حيث إن أهلها كانوا في تعتيم إعلامي من قبل معاوية. 5. الحفاظ على كيان الإسلام من التفرقة، وقطع الطريق على المتربصين به من أعدائه ................................... المصدر سيرة الأئمة الاثني عشر