دَولةُ الإمامِ المهديِّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف) دولةُ النورِ بَعدَ الظَلامِ

شهد صلاح
عدد المشاهدات : 154

دولة الإمام المهدي (عليه السلام) أو دولة آل محمد تلك الدولة العظيمة المباركة الكريمة التِّي يعزُّ الله بها الإسلام وأهلَه ويذلُّ بها النفاق وأهلَه، وهي آخر دولة لعدم وجود دولة بعد دولته (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وهي ستستمر إلى آخر الدنيا، وستكون دولة إسلامية حيث إن الدين الإسلامي هو الدين الوحيد والرسمي على الأرض، وإنه لا يبقى مشرك على وجه الأرض في دولته الكريمة, إذ ذكر الله (عز وجل) في كتابه العزيز أن الدين الحق لابدّ من أن يظهره على الدين كله ولو كره المشركون حيث إن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) سيدعو إلى الإسلام ويهدي الناس إليه كجدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد أكد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الحقيقة قائلاً: “يبايع له الناس بين الركن والمقام، يرد الله به الدين، ويفتح له فتوح، فلا يبقى على وجه الأرض، إلا من يقول: لا إله إلا الله”.(1) وعن أبي جعفر (عليه السلام) وهو يفسر قوله (عز وجل): (”وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ)(2) قال: “إذا قام القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ذهبت دولة الباطل”.(3) فإن دولة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ستخلو من كلّ مظاهر الفقر والعوز والظلم والتزوير وستُشاهد راية الحق والعدل في جميع ربوع العالم والعدالة من الأمور المهمة التي قد جعلها الله هدفاً رئيسياً في بعثة الأنبياء والرسل، وللأسف أن العدل والقسط لم يطبّقا في المجتمعات الإنسانية بتاتاً لكن عند ظهور الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) سيحقق العدالة وسيحدث تغييراً عالمياً يكون عصر الظهور هو عصر العدالة، وإن الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) سيغير جميع الحكومات الموجودة ويدمجها في حكومة واحدة فقط، ويجعل دول العالم تحت لواء حكومته العادلة؛ لذا سينتشر العدل والأمان في عصر الظهور ويكون العالم ملؤه الفرح والسرور، وإن حجم السرور والبهجة في ظل دولة الإمام المهدي تصل إلى درجة تجعل الإنسان يعيش حالة من النشاط والحيوية ونسيان ذكرياته المؤلمة ومرارة الحياة، إن مثل هذا سيجعل الإنسان يبقى يترقب وينتظر بشوق كبير الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف). فإنه من خلال تشكيل الحكومة الإلهية للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) سيزول الغم والحزن عن كلّ بيت، ولن تدمع عين طفل محروم وتكفكف دموع الأيتام ولن تراق قطرة دم واحدة من دماء الأبرياء على الأرض فضلاً عن هذا سيصل الإنسان إلى كماله المعنوي، فقد ورد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: “إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم”(4)، ولا يخفى أن وضع يده (عجل الله تعالى فرجه الشريف) على رؤوس العباد كناية عن النظر إليهم نظرة رحيمة بها تفيض النورانية والمعنوية منه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) عليهم، فهو يظهر رحمة للعباد كما نعلم. والأمر الآخر هو تكامل العقول، فإن الحكومة العالمية للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لا تتحقق بالحروب والنيران والتدمير الشامل للأعداء، وإنما تتحقق برغبة الناس فيها وتأييدهم لها؛ لتكامل عقولهم ومعرفتهم وكما ذكرنا ذلك أعلاه في الحديث الشريف. ومن أبرز مظاهر دولة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أو دولة آل محمد (عليهم السلام) ومميزاتها الخاصة وجود حالة انسجام عام وابتعاد كلّ أشكال الصراع خصوصاً الصراع الطبقي، فالناس كلهم يعتنقون ديناً واحداً هو الإسلام، فلا فرق بين لون ولون أو عرق وعرق، فهم أسرة كبيرة أبوهم آدم، وأمهم حواء تكاثروا كما تتكاثر الأسرة الواحدة، ثم نزغ الشيطان بين الأخوة فاختلفوا، فأرسل الله الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وأقام دولته المباركة من أجل إصلاح ذات البين، وإعادة المياه إلى مجاريها. ............................... (1) معجم أحاديث الإمام المهدي: ج1، ص488. (2) (الإسراء:81). (3) مستدرك سفينة البحار: ج1، ص337. (4) الكافي: ج1، ص31.