رياض الزهراء العدد 209 خيم الأربعين
إضاءات
أشاد سماحة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد أحمد الصافي بالدور الكبير الذي قامت به النساء في هذه المناسبة العظيمة، مؤكدًا على: (أنّ قافلة الإمام الحسين (عليه السلام) تسير وَفق قيادة ربّانية من قِبل الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وهو المتكفّل بهذا الفتح المبارك، وكان لبناتنا المؤمنات موقف مشرّف في خدمة هذه القافلة المباركة، فطوبى لمَن يسير في هذه القافلة المباركة إلى نهاية طريقها، طريق الجنّة). وقالت السيّدة أمّ محمّد الصافي: وجودي هنا في مجمّع العبّاس (عليه السلام) الخدمي وكلامي ليس بصفتي مسؤولة، بل أنا هنا بصفتي أمًّا روحية، ترشد وتسند أبناءها وبناتها، أُسّس هذا المضيف في عام (2005م)، وكان في بدايته خيمة واحدة تقع في مكان أقرب إلى النجف الأشرف، وكان مخصّصًا للرجال فقط، ثم انتقلنا إلى هذا الموقع الحالي، وأيضًا بداياته كانت خيمة ومن ثم تطوّرت لتصل إلى مساحة (3) دوانم، وبعدها تمّ بناؤه وانقسم إلى قاعتين، واحدة للنساء والأخرى للرجال، وفي بداية الأمر كان عملنا بسيطًا ولم يكن بهذا الحجم والتطوّر الكبير، وفي كلّ سنة يشهد الموقع توسّعًا وإضافة جديدة، وفي السنة التالية زادت المساحة بثلاثة دوانم أخرى لتصبح المساحة الكلّية (6) دوانم، وهو الموقع الحالي الذي وضعنا تصميمه بدقّة لتفادي جميع المعوّقات التي من الممكن أن تواجه العمل طوال الزيارة المليونية والذي أُنجز في وقت قياسي في غضون أشهر معدودة، وفي كلّ عام يشهد المضيف تطوّرًا جديدًا، وأول عمل قمنا به باهتمام كبير في مكاننا الجديد هو التركيز على القضية الثقافية والدينية، حيث قمنا بتوزيع وحدة التوجيه الديني ووحدة الثقافة الأسرية، إضافة إلى وحدة الطبابة، والمتابعة الأمنية وجميع القضايا التي تخصّ الزائرات الكريمات، إذ عملنا بدقّة على الإحاطة بجميع الأمور، وفي كلّ عام نضع خطّة لسير العمل بالصورة الصحيحة، ونأتي إلى المضيف قبل الزيارة لتسجيل ما نحتاجه والعمل على توفير جميع المستلزمات، حتى لا يكون لدينا أيّ نقص في وقت الأربعينية وهكذا نفعل في كلّ عام، كذلك نبقى على تواصل مستمرّ مع الزائرات ونعمل على توفير احتياجاتهنَّ، مثلما فتحنا باب التطوّع لكلّ المحافظات بتنظيم أكثر دقّة وبآلية محدّدة عن طريق الروابط والتسجيل فيها، وقد شمل ذلك (13) محافظة تقريبًا، أمّا تركيزنا على الخادمات فيكون كثيرًا، لأنّ الخادمة تظلّ تقوم بواجب الزائرات، فمن واجبنا أن نهتمّ بطعامها الذي يكون خاصًا، والاهتمام بمكان نومها، وتوفير احتياجاتها كافة، ونعمل اليوم على الإشراف على كافة المواقع التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة لنستطيع دعم جميع العاملات على خدمة الزائرات. طريق الإمام الحسين (عليه السلام) فيه فيوضات إلهية وعجائب، فالإمام هو الذي يربّي الأجيال، وطريقه طريق الهداية والإصلاح؛ لذلك شهدنا في السنوات الأخيرة اندثارًا لبعض الظواهر السلبية، مع الكثير من الالتزام الديني للشباب والشابات، فمثلًا في السنوات الماضية كانت بعض الفتيات يستخدمنَ أدوات الزينة إضافة إلى ارتداء الأزياء غير المألوفة، حتى بعض الشباب كانوا يظهرون بقصّات شعر غريبة أو ملابس الشهرة، وغيرها، والحمد لله اليوم بدأت تضمحّل تلك الظواهر ببركات طريق الحسين (عليه السلام)، طريق الهداية وطريق تربية الأجيال.