مشاهد من زيارة الأربعين الحسيني

خاصّ مجلّة رياض الزهراء(عليها السلام)
عدد المشاهدات : 34

تُعدّ زيارة الأربعين في كربلاء المقدّسة من أكبر التجمّعات الدينية في العالم، حيث يتوافد ملايين الزوّار لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)، فتتنوّع المشاركات بين مختلف الجنسيات والأعمار، وتتنوّع الأدوار بين الزائرين، والخدم، والمتطوّعين، في هذا التقرير نستعرض بعض القصص من الميدان: آيات فرحان/ متطوّعة من البصرة منضمّة إلى (رابطة بنات الكفيل) التي تضمّ (200) متطوّعة، تقدّم خدمات طبّية وتشريفية، تشير آيات إلى أنّ الفريق يعمل بنظام المناوبات لتغطية كافة الحالات الطبّية، من قياس الضغط والسكّري، إلى تقديم الإسعافات الأولية للحالات الحرجة. فاطمة ميثم صالح/ منسّقة تدليك من كربلاء، مسؤولة عن تنظيم فرق التدليك والعلاج الطبيعي، تعبّر عن مدى سعادتها عند مساعدة الزائرات على التخلّص من تعب المشي الطويل، تعمل فاطمة وفريقها على تقديم التدليك ومعالجة التقرّحات بشكل يومي. وفاء حبيب عبد الباقر/ ممرّضة من إيران، حاصلة على بكالوريوس تمريض من جامعة الشهيد بهشتي في طهران، وتمتلك خبرة تتجاوز ال( 33 )عامًا في مجال التمريض، تقوم وفاء بخدمة زوٌار الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس (عليهما السلام) منذ أكثر من (14) عامًا، قدمت إلى كربلاء في ضمن فريق طبّي مكوّن من(24) طبيبة وممرّضة، يقدّمنَ الخدمة التطوّعية في مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) الخدمي، معظمهنَّ متمرّسات في الإنعاش الرئوي والقلبي والطوارئ، تعبّر وفاء عن الصعوبات التي واجهتها في أثناء أداء الواجب، مشيرة إلى حالات السكتات القلبية والإرهاق الشديد الذي يعانيه الزوّار بسبب المشي لمسافات طويلة، وتستذكر حالة طفلة عمرها (11) عامًا كانت تعاني من ارتفاع نسبة السكّر والحرارة، فتلقّت العلاج مع المراقبة المستمرّة لمدّة يومين، حتى استقرّت حالتها. الطفلة معصومة ناصر/ زائرة من الديوانية تبلغ من العمر (10) أعوام، جاءت مع والدتها وأخواتها سيرًا على الأقدام لثلاثة أيام متتالية، وعلى الرغم من شعورها بالتعب، إلّأ أنّها تصرّ على زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، مستذكرة ما تعرّضت له السيّدة رقيّة (عليها السلام) من ظلم وجور. حوراء عازر/ زائرة من ذي قار، تبلغ من العمر (16) عامًا، تأتي كلّ عام سيرًا على الأقدام منذ أن كانت في التاسعة من عمرها، تؤكّد حوراء على أنّها ستستمرّ في هذه الزيارة السنوية ما دامت على قيد الحياة، وتعدّ طريق الإمام الحسين (عليه السلام) مصدر نجاتها وتوفيقها. بركة سلمان خنفر/ خادمة من البصرة، تقوم بالخدمة التشريفية في مجمّع العلقمي التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة، تؤكّد بركة على جمال الخدمة على الرغم من الصعوبات، وتشير إلى زيادة عدد الخادمات المتطوّعات في كلّ عام. آسيا محمّد هاني/ مديرة مدرسة الحوراء (عليها السلام) التابعة لشعبة مدارس الكفيل النسوية في محافظة (المثنى)، تأتي مع فريقها التطوّعي في كلّ عام منذ (٧) سنوات، يعبّر الفريق عن التزامه الدائم بخدمة الزوّار في مجمّع العلقمي. إلهام عادلي/ زائرة من طهران_إيران، تصف رحلتها من منفذ مهران عبر سامرّاء والكاظمية والنجف الأشرف إلى كربلاء المقدّسة بأنّها رحلة روحية على الرغم من الصعاب، تتبع فيها القلوب وليس الأقدام. سكينة مجتبى/ خادمة ومتطوّعة في مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) الخدمة، قادمة من البصرة، تشيد بتوسعة البنى التحتية، وزيادة عدد الزائرات في هذا العام، ممّا يتطلّب تعزيز الخدمة، تعمل سكينة مع فريق يضمّ ما يقارب (100) متطوّعة من مختلف التخصّصات الطبّية والخدمية، ويمكث الفريق في كربلاء إلى ما بعد زيارةالأربعين، تقول: نحن بصفتنا خادمات، لم ينقصنا أيّ شيء، بل على العكس كلّ ما نحتاجه متوافر ومن أحسن ما يكون، من مأكل، ومشرب، ومبيت، وغيرها، وخدمتنا فخر لنا، فنحن نتنافس على تقديم أفضل الخدمات. تجسّد هذه القصص صورًا حيّة عن التعاون والتفاني في زيارة الأربعين، حيث يتّحد الناس من مختلف الأعمار والخلفيات لخدمة الزوّار، وتقديم الدعم لهم في هذه الرحلة الروحية الفريدة.