وَحْشةُ الفِراقِ

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 120

السؤال: شيخنا!.. لا أعلم ما انتابني من شعور عندما سمعت بأن غداً عيد، فو الله العلي العظيم!.. ما إن سمعت حتى غدت دموعي تنهمر على خدودي لحزني على فراق شهر الله الكريم. لا أعرف لماذا أكتب لكم، ولكني أحس بأنكم الإنسان الوحيد الذي سيفهمني، وأنا أكتب لكم هذه الرسالة ودموعي على خدودي.. شيخنا!.. شعوري كأني أفقد عزيزاً على قلبي - كأبي أو كأمي - لا أعلم ولكني أصبت بالانكسار؛ وذلك لانقضاء الشهر الفضيل. الجواب: بارك الله فيكم، وفي هذه المشاعر الطيبة التي تنم عن حالة من ملامسة روحكم لملكوت هذا الشهر العظيم، فإن من استوحش لفراق هذا الشهر الكريم كان من الذين يستوحش الشهر الكريم لفراقهم أيضاً.. والأمر ليس فيه غرابة، فإن ما هبّ على الأرواح من نسائم الرحمة الإلهية لا تستوعبه العقول.. فمن الذي يستوعب حقيقة ضيافة أكرم الأكرمين وأخيراً أقول لكم: إنه ما دمتم تعيشون هذه الحالة فلابدّ من السعي إلى عدم فقدان المكاسب التي حصلتم عليها في ذلك الشهر المبارك، إذ من الواضح أن الشياطين تحاول أن تصادر المكتسبات انتقاماً منك؛ وذلك لما يعيشونه من حالة الحسد لبني آدم، وإلا فإن هذه المشاعر من الممكن أن تكون عابرة، وتزول بعد الرجوع إلى الحياة الرتيبة.. أنصحكم بإبقاء عنصرين مهمين من عناصر الشهر الكريم، ألا وهي: تلاوة القرآن، ولو تلاوة خمسين آية في اليوم، والالتزام بالنوافل اليومية، ولو الالتزام بصلاة الشفع والوتر من نافلة الليل.. نسأل الله تعالى أن يريكم ملكوت باقي العبادات كما استذوقتم شيئاً من ملكوت الصيام.