رياض الزهراء الأخبار
المحطة القرآنية في موكب أم البنين (عليها السلام): إلهام جديد في رحلة الروح
بين آلاف المواكب الخدمية على طريق زوّار الإمام الحسين (عليه السلام)، شدّ انتباه الزائرة أمّ مسلم موكب أمّ البنين (عليها السلام)، إذ كانت تبحث عن مكان تجد فيه السكينة والراحة الروحية بعد رحلة طويلة، وبمجرد أن دخلت الموكب، استقبلتها سيّدة بابتسامة دافئة، وقالت لها: "أهلاً بالزائرة"، شعرت أمّ مسلم بالطمأنينة وهي تتلقّى هذا الترحيب الحارّ، ثم دعتها السيّدة إلى مكان الاستراحة، إذ تهيّأ لها الجوّ لتأخذ نفساً عميقاً وتستعيد طاقتها. بعد أن استراحت قليلاً، شعرت أمّ مسلم برغبة للتقرّب من الروحانية أكثر، فتوجّهت إلى المحطّة القرآنية، حيث كان الجوّ مفعماً بأنفاس القرآن الكريم هناك، قابلتها مشرفة المحطّة بابتسامة ودودة دعتها لتقرأ سورة الفاتحة بصوتٍ هادئ ومطمئن. بدأت أمّ مسلم بالتلاوة، وكانت المشرفة تستمع باهتمام، تصحّح لها الأخطاء الطفيفة بلطف وحبّ مع كلّ تصحيح، شعرت أمّ مسلم بأنّها تتعلّم شيئاً جديداً، وأنّها قريبة من الله أكثر من أيّ وقت مضى، كان هذا أكثر من مجرد تصحيح للقراءة؛ لقد كان درساً في الاهتمام والروحانية. لكن مع مرور الوقت، بدأت ملامح الحزن تظهر على وجه أمّ مسلم، بشجاعة، قرّرت أن تشارك مشرفتها همومها، فروت لها قصة ابنتها التي كانت تعاني من تراجع في مستواها الدراسي وتغيّر سلوكها، كانت الأمّ مثقلة بالهموم وتتساءل بقلق: هل يمكنكم أن تساعدوا ابنتي؟ بإحساس عميق بالمسؤولية، بدأت المشرفة بالحديث عن الخدمات التي تقدّمها الشعبة القرآنية في مركز الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام)، وشرحت لها كيف أنّ الشعبة تقدّم دراسة قرآنية مجانية لمدّة (6) سنوات، مصمّمة لإعداد جيل متسلّح بتعاليم القرآن والقيم الدينية، وأخبرتها أنّ الشعبة توفّر وسائل النقل المجانية للطالبات، ممّا يسهل عليهنَّ الحضور بدون عناء، مثلما خصّصت حضانة للأطفال، حتى تتمكّن الأمّهات من التركيز على دراستهنَّ من دون قلق. وأضافت أنّ الشعبة تهتمّ أيضاً بالجوانب الترفيهية والنفسية للطالبات، حيث تنظّم سفرات ترفيهية تساعدهنَّ على بناء روابط قوية بينهنَّ، وتخلق بيئة تعليمية محفّزة ومتوازنة. مع استمرار الحديث، بدأت أمّ مسلم تشعر بالأمل يتجدّد في قلبها، علمت أنّ هناك مَن يهتم بمستقبل ابنتها، وأنّ هذه البيئة التعليمية المميزة قد تكون الفرصة التي كانت تبحث عنها لإعادة التوازن إلى حياة ابنتها، خرجت أمّ مسلم من المحطّة القرآنية وعيناها تلمعان بالأمل، متأكّدة أنّ هذا المكان ليس مجرّد موكب عابر، بل هو منارة للروح والقلب، قد يعيد لحياة ابنتها النور والإيمان بخاصّة بعد أن علمت أنّ تلك المرشدة هي طالبة في تلك المدرسة وتقوم بالخدمة التطوّعية في هذا الموقع، فكيف بملاكات تلك الشعبة.