رياض الزهراء الأخبار
لحظات من التأمل والحزن في مضيف أبي الفضل العباس عليه السلام
مع اقتراب أذان المغرب، كان مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) الواقع على طريق النجف الأشرف ـ كربلاء المقدّسة، يغمره شعور عميق بالحزن، الليل يقترب بظلامه الهادئ، والموقع الذي كان يضجّ بالحركة والضجيج، بدأ ينزوي إلى هدوء مؤثر يسبق الفراق. تجمّعت الخادمات في أرجاء الموقع، حيث كانت عيونهنَّ تلمع من الدموع، كلّ واحدة منهنَّ كانت تراقب ساعتها بتوجّس، وقلبها مليء بالأسى، الساعات الأخيرة من الزيارة تبدو كأنّها لحظات محورية، تُظهر عمق ارتباطهنَّ بهذا المكان والأيام المقدّسة، كانت خطواتهنَّ تنمّ عن حزن عميق، وأمل متجدّد بالعودة. مع اقتراب اللحظات الأخيرة، بدأت أصوات الزائرات تتعالى بدعاء الفرج: "اللهمّ عجّل لوليكَ الفرج" مع ارتفاع صوت الأذان كان صدى الدعاء يتردّد في أرجاء الموقع، ممزوجاً بالدموع والآهات، يعبّر عن أمل عميق بالعودة قريباً لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، كانت الأصوات تحمل معها أملاً صادقاً وتطلّعاً إلى المستقبل. لسان حال الخادمات كان ينطق بألم عميق، حيث اجتمعت قلوبهنَّ على دعاء واحد، ودموعهنَّ تنساب بحرقة، لحظات الوداع تُظهر قوة الروحانية التي ربطتهنَّ بهذا المكان، كأنّ كلّ لحظة تأخير تُعيد إلى الأذهان ذكرى الإخلاص والتفاني، وأنّ الأمل بالعودة سيبقى حيّاً في قلوبهنَّ، مرفوقاً بالدعاء يعود بهنَّ إلى أحضان هذا المكان المبارك.