محطة الاستشارة الأسرية: نافذة أمل لتحقيق الاستقرار النفسي للعائلات في العتبة العباسية

دلال كمال العكيليّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 89

في زاوية هادئة من القاعة الكبيرة داخل مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، وقفت سيّدة متوسطة العمر أمام محطّة الاستشارة الأسرية، كانت الساعة تشير إلى (10:8) صباحاً، وبدت على وجهها علامات التساؤل والتردّد، فتجوّلت بنظراتها في المكان متسائلةً: كيف أبدأ حديثي؟ تقدّمت بخطوات خجولة نحو محطّة الثقافة الأسرية، استقبلتها المرشدة بابتسامة دافئة وترحيب كسر حاجز الخجل الذي كان يثقل قلب السيّدة، جلست أخيراً وبدأت تتحدّث، كأنّها تفرغ حملاً ثقيلاً عن كتفيها، تحدّثت عن طفليها، وعن انفصالها عن والدهما، وعن القلق الذي يعتريها حيال سلوكهما، كانت تعتقد أنّ ما بهما هو نتيجة لاضطراب نفسي. استمعت المرشدة بكلّ اهتمام لما روته تلك الأمّ المثقلة بالهموم ولم تقاطعها، بل تركتها تعبّر عن كلّ ما بداخلها، وعندما انتهت من حديثها، بدأت المرشدة بالتحدّث بهدوء ووضوح، شرحت للأمّ أنّ فرط الحركة لدى الأطفال أمر طبيعي في هذه المرحلة العمرية، وأكّدت لها أنّ طفليها سليمان وأنّهما يحتاج فقط إلى استثمار تلك الطاقة في أنشطة مفيدة، وأنّ الدعم النفسي والتفهّم من قِبل الأمّ هو الحلّ الأمثل. امتدّ الحديث لبرهة من الزمن، وكلّما زاد التواصل، شعرت الأمّ - التي تُدعى "أمّ مصطفى" - بالراحة والطمأنينة، بدت عليها علامات الرضا وشكرت المرشدة على نصائحها وتوجيهاتها وعند الوداع، طلبت أمّ مصطفى أنْ تبقى على اتصال بالمركز، بخاصّة أنّها تأتي من محافظة بعيدة وتحتاج إلى الاستشارات بين الحين والآخر. ما زاد من طمأنينة أمّ مصطفى هو علمها بأنّ المركز يقدّم استشارات إلكترونية يومية تشمل مجالات متعدّدة، مثل الطبّ النفسي، والاستشارات الزوجية، واستشارات الطفولة والمراهقة، ممّا يعكس رؤية العتبة العبّاسية المقدّسة في تحقيق الاستقرار النفسي للعائلة. مركز الثقافة الأسرية التابع لمكتب المتولّي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة، أصبح نافذة أمل لكلّ مَن تبحث عن الإرشاد النفسي والدعم العائلي، هذه المحطّة ليست مجرّد مكان لتقديم النصائح، بل هي صرح يعزّز من استقرار العائلة ويسهم في بناء جيل سليم نفسياً وعقلياً.