تأكيد الدين على تكامل الإنسان

السيد محمد باقر السيستاني (دامت بركاته)
عدد المشاهدات : 194

أكد الدين من خلال القرآن الكريم على هذا المنطق الفطري، واعتبر الذكور والإناث بعضهم من بعض، فهما جزآن من كيان إنساني واحد مكتمل، وهما من خلال تكاملهما جسمًا، وقلبًا، وعاطفة، ومعونة، من أروع آيات الله سبحانه في هذا الكون الرائع. 1- قال سبحانه: )يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكمْ منْ نفْسٍ واحدةٍ وخلق منْها زوْجها وبث منْهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والْأرْحام إن الله كان عليْكمْ رقيبًا((النساء:77). 2- وقال سبحانه: )ومنْ آياته أنْ خلق لكمْ منْ أنْفسكمْ أزْواجًا لتسْكنوا إليْها وجعل بيْنكمْ مودةً ورحْمةً إن في ذلك لآياتٍ لقوْمٍ يتفكرون((الروم:21). وأكد الدين على أن قيمة الإنسان عند الله تعالى وكرامته عليه بتبصره، وخصاله، وسلوكياته. 3 - كما قال سبحانه: )يا أيها الناس إنا خلقْناكمْ منْ ذكرٍ وأنْثى وجعلْناكمْ شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكْرمكمْ عنْد الله أتْقاكمْ إن الله عليم خبير((الحجرات:13). كما أكد الدين أيضًا على أن قيمة الأعمال عند الله سبحانه بما يتمثل فيها من صلاح، وسداد، وتضحية، وجهد، سواء كان العامل ذكرًا أو أنثى، وهو أمر أكد الله سبحانه وتعالى عليه في رسالته الكريمة والرائعة إلى الإنسان تأكيدًا بالغًا. 4ـ قال تعالى: )ومنْ يعْملْ من الصالحات منْ ذكرٍ أوْ أنْثى وهو مؤْمن فأولئك يدْخلون الْجنة ولا يظْلمون نقيرًا ( (النساء:124). 5 ـ قال تعالى: )منْ عمل صالحًا منْ ذكرٍ أوْ أنْثى وهو مؤْمن فلنحْيينه حياةً طيبةً ولنجْزينهمْ أجْرهمْ بأحْسن ما كانوا يعْملون( (النحل:97). 6- قال سبحانه وتعالى: )منْ عمل سيئةً فلا يجْزى إلا مثْلها ومنْ عمل صالحًا منْ ذكرٍ أوْ أنْثى وهو مؤْمن فأولئك يدْخلون الْجنة يرْزقون فيها بغيْر حسابٍ( (غافر:40). 7- قال سبحانه وتعالى: )فاسْتجاب لهمْ ربهمْ أني لا أضيع عمل عاملٍ منْكمْ منْ ذكرٍ أوْ أنْثى بعْضكمْ منْ بعْضٍ فالذين هاجروا وأخْرجوا منْ ديارهمْ وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنْهمْ سيئاتهمْ ولأدْخلنهمْ جناتٍ تجْري منْ تحْتها الْأنْهار ثوابًا منْ عنْد الله والله عنْده حسْن الثواب( (آل عمران:195). والولاية الإيمانية الخاصة تثبت بين أهل الدين، سواء فيها الذكر والأنثى، فلكل منهما أن يحث الآخر على المعروف، ويحذره من فعل المنكر. 8- وكما قال تعالى: )والْمؤْمنون والْمؤْمنات بعْضهمْ أوْلياء بعْضٍ يأْمرون بالْمعْروف وينْهوْن عن الْمنْكر ويقيمون الصلاة ويؤْتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرْحمهم الله إن الله عزيز حكيم( (التوبة:198). وأكد الدين كذلك على أن غدًا عندما تضع الحياة أوزارها، ويكون تبصر الإنسان في الحياة الدنيا وخصاله الفاضلة نورًا يحتف به ويستضيء به، ليس هناك من فرق بين ذكر وأنثى. 9- فقال تعالى: )يوْم ترى الْمؤْمنين والْمؤْمنات يسْعى نورهمْ بيْن أيْديهمْ وبأيْمانهمْ بشْراكم الْيوْم جنات تجْري منْ تحْتها الْأنْهار خالدين فيها ذلك هو الْفوْز الْعظيم( (الحديد:12). 10ـ قال تعالى: )ليدْخل الْمؤْمنين والْمؤْمنات جناتٍ تجْري منْ تحْتها الْأنْهار خالدين فيها ويكفر عنْهمْ سيئاتهمْ وكان ذلك عنْد الله فوْزًا عظيمًا( (الفتح: 5). فالذكر والأنثى في هذه الحياة بحسب العقل، والفطرة، والدين متماثلان في الإنسانية، يكمل بعضهما بعضًا في هذه الحياة، وتلك حقيقة واضحة وناصعة في هذه الحياة، لن ينكرها أو يتوقف فيها إلا واهم(1). ..................... (1) رسالة المرأة في الحياة: ص11_15.