رياض الزهراء العدد 210 طفلك مرآتك
طفلي كثير الحركة: فماذا أفعل؟
بعض الأمهات يعانين من النشاط المفرط لدى أطفالهن، ويتساءلن: هل فرط الحركة وتشتت الذهن عند الطفل يعد مرضًا نفسيًا؟ إن فرط الحركة وتشتت الذهن عند الأطفال يختلف عن الحركة الطبيعية عندهم، وفي الغالب تتصور الأم أن طفلها مصاب بالتوحد، وفي الحقيقة هناك التباس بين النشاط الطبيعي لأي طفل وبين النشاط الزائد، فاللعب والحركة، مطلبان طبيعيان، وعنصران أساسيان من عناصر النمو الجسمي للطفل لتمتعه بالعديد من الطاقات الحركية والعقلية، ومن الصعب جدًا أن نكبت هذه الطاقة بداخله، أو نحاول قتلها، لكن بإمكاننا توجيه هذه الطاقة وفق خطوات علمية وعملية سليمة، وعند سؤال الدكتورة الاستشارية (مها الحلبي) عن ذلك، أكدت على أن اختيار حركة واحدة لتقويمها، والعمل عليها لمدة أسبوع، أفضل للأم من العمل المباشر على تعديل سلوك الطفل، فالتركيز على مشكلة واحدة صغيرة يضمن للأم نتيجة جيدة. إذا كنت تتعاملين مع الطفل بعنف وتكثرين من توبيخه، فيجب عليك أن تتوقفي عن ذلك فورًا، وكذلك العكس، أي الدلال الزائد. عليك دومًا طمأنة طفلك بأنك لن تغضبي عليه أو تعاقبيه على تصرفاته، واطلبي منه عدم الحركة الزائدة، وكافئيه في حال استجاب لهذا الطلب، وامتدحيه دائمًا لتحفيزه نحو الأفضل، فتكرار أي عبارة تحفيزية (10) مرات تجعلها ترسخ في لاوعيه، واحرصي على تقديمه للناس بالصفات الإيجابية، واستخدمي سرد القصص عبر الدمى المتحركة لترسيخ مفهوم السلوك الجيد في نفس طفلك، وإذا استطعت تنفيذ هذه الخطوات، فسيتخلص طفلك من فرط الحركة في غضون شهر واحد، إضافة إلى حذف الحلويات والأطعمة الحاوية على المواد الحافظة والملونات من برنامجه الغذائي، كالسكاكر، والجيلاتين، ورقائق البطاطا، وغيرها، فهي تسبب فرط الحركة، وتقلل من شهية الطفل إلى الطعام. مثلما عليك إشغاله بالألعاب الحركية، كقيادة الدراجة، والجري في الحدائق، ولعب كرة القدم التي تفرغ طاقات طفلك بشكل سليم، فضلًا عن تكليفه بأعمال تناسب عمره ومكافأته عليها، من قبيل طي الملابس، أو ترتيب ألعابه، أو نقل الأشياء من مكان إلى آخر.