محمد وجده

زهراء سالم الجبوريّ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 108

في صباح يومٍ جميل استيقظ محمد وملؤه النشاط، فتح نافذة غرفته الصغيرة وبدأ ينظر إلى العصافير التي غدت زقزقتها بمنزلة نغمة انشراح تأخذه على متنها حيث السماء، فرأى جده يلوح له، ويقول: - صباح الخير يا محمد. - صباح النور يا جدي. - هيا انزل لتناول الفطور معي، ثم نذهب إلى السوق معًا. - حسنًا يا جدي. أغلق محمد نافذة غرفته والتحق بجده الذي كان في انتظاره على مائدة الفطور، فقال له: - تناول فطورك يا حبيبي كي نذهب ونشتري بعض الأشياء التي نحتاجها لحفل المولد النبوي. - وماذا ستشتري يا جدي؟ - الحلوى والبالونات. أخذ محمد يحدث نفسه ليشارك جده بمبلغ من المال ادخره، فنهض من دون أن يتم وجبته، فناداه جده: - إلى أين يا بني؟ - سأعود يا جدي. ذهب محمد إلى غرفته وأخرج من خزانته ما كان ادخره من نقود، ثم عاد راكضًا إلى جده وهو يردد: - جدي، هذه نقودي، أريد أن أشتري بها معك. - أحسنت يا ولدي، بارك الله فيك، وتقبل منك. ثم جلس محمد ليكمل فطوره، وبينما هو يتناول طعامه خطر بباله أن يشترك صديقه الحميم مرتضى معهما في الأجر، فبادر جده: - أريد أن أذهب إلى صديقي مرتضى. - ليس الآن، بل بعد عودتنا من السوق. - أريد أن أخبره إن كان يريد أن يشترك معنا وينال الثواب. - بني، ربما لا يملك المال. - أنا ومرتضى كل يوم نحتفظ بمصروفنا الذي تعطوننا إياه. - حسنًا يا ولدي. أسرع محمد إلى دار جاره مرتضى وطرق الباب، ففتح مرتضى الباب، فسلم محمد وقال: - كيف حالك؟ - بخير والحمد لله، وأنت؟ - أنا بخير أيضًا، نريد أن نقيم احتفالًا بمناسبة ذكرى ولادة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، وأنا ساهمت بمصروفي لشراء ما يلزم لهذا الاحتفال، وجئت لأخبرك إن كنت تود بالمشاركة معنا. - أحقا؟ نعم أريد أن أشارك معكم. - حسنًا. كان مرتضى سعيدًا بمبادرة محمد، فراح وأحضر ما ادخره من المصروف اليومي، وسلمه لمحمد وشكره على موقفه. عاد محمد إلى البيت فوجد جده بانتظاره، فسارا حتى وصلا إلى السوق، وأخذ محمد يساعد جده باختيار المشتريات، وراح جده يثني عليه في كل حينٍ ويدعو له بالتوفيق والسعادة.