اللقاء الأول للتلميذ في المدرسة

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 72

تعد المؤسسة التربوية صرحًا عابقًا بالعلوم والمعارف، تتمثل بالمدرسة البيت الثاني للمتعلم الذي يدرج بخطواته الأولى نحو المسيرة التربوية لطلب العلم، وتنمية القدرات، وصقل المواهب، واستثمار الهوايات المتعددة والمتنوعة، والاطلاع على الثقافات الغنية بالفائدة والمنفعة، ولا يقتصر دور المدرسة على التحصيل العلمي فقط مثلما يوحي بعضهم عن طريق إحراز التلميذ مستوىً متفوقًا، ودرجات مميزة، بل دورها يتميز بأبعاد مهمة تتخطى الجانب الأكاديمي، حيث يهتم التربويون بتنمية شخصية التلميذ ورعايته، والاهتمام به ليصبح إنسانًا معطاء، ذا عزيمة واقتدار، يرفد المجتمع بكل ما يحقق النهضة والتقدم للبلد. وتعد المدرسة نافذة يطل عبرها المتعلم على فن التعايش مع الآخرين، والمحيط الخارجي عن الأسرة والبيت، بخاصة البراعم والرياحين ممن أكملوا السادسة والسابعة من أعمارهم، حيث يقفون على مشارف المسيرة التربوية والتعليمية في الصف الأول في المدرسة، ويعد اللقاء الأول للتلميذ مع المعلم والأقران، البذرة الأولى لامتداد جسور المحبة والتناغم فيما بينهم، ولابد للمعلم المتمرس والمتمكن من أن يستخدم أدواته المهارية في التعامل مع التلميذ في اليوم الأول في المدرسة؛ لتحقيق الأهداف المنشودة التي يسعى الملاك التربوي إلى تحقيقها، ألا وهي تفاعل التلميذ، وتقبله للمدرسة، واكتساب أصدقاء جدد، وتلقي العلوم والخبرات التربوية، وطالما يتبادر إلى الذهن مصطلح الانطباع الأول للإنسان بشأن الأشخاص والأشياء من حوله، فيتولد الشعور، وتتكون صورة لديه عن كل ما يحدث من تغييرات في المكان والناس، وهذا ما يمر به المتعلم عندما يقبل على المدرسة، ومن هذا المنطلق ينبغي على المعلم أن يعرف ويقدم نفسه إلى التلاميذ بطريقة مناسبة لغرس الثقة بينه وبين تلاميذه، والظهور بمظهر لائق محبب للنفس، تعلوه الابتسامة وطيب الكلام في الترحيب والتعريف عن المدرسة وقاعاتها، وذكر الأنشطة المعتمدة فيها، وأهم الإنجازات التي حصلت عليها، مع الاهتمام بتهيئة الصف، ووضع أشكال الزينة في مدخله، مع وضع لافتات تشير إلى حسن الاستقبال، وخلق جو من الفرح والطمأنينة، وتقديم الحلوى للتلاميذ، وبعد ذلك يتم مشاركة المعلم للتلاميذ لعبة جماعية لتلطيف الأجواء، وكسر حاجز القلق؛ للشعور بالأمان، وإعطاء النصائح والإرشادات المهمة؛ لسير العملية التربوية التعليمية بنجاح وازدهار.