تشكيل الطين: علاج وفن

هاجر حسين الأسدي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 192

الفخار يعد من أقدم الفنون الإنسانية عبر التاريخ، وقد اشتهرت حضارة بلاد الرافدين بهذا الفن منذ آلاف السنين، فقد اكتشف علماء الآثار في العراق أدوات صغيرة من الطين، يعود عمرها إلى أكثر من (2,500) عام، ومن بين الحضارات التي تميزت بهذا الفن عبر التاريخ نجد الحضارة الرومانية، والإغريقية، والمصرية. أهمية التشكيل بالطين: أولًا: التعبير الفني: يعد النحت وسيلةً للتعبير عن انطباعات الأشخاص وشخصياتهم، مثلما يساعد على التعرف على تاريخ الشعوب والحضارات القديمة. ثانيًا: التعليم الإبداعي: يساعد اللعب بالطين والنحت على تنمية مهارات الأطفال الإبداعية والحركية، إذ يعتمد على حركة اليدين والأصابع، وتشير الدراسات الطبية إلى أن الألعاب التي تعتمد على حركة الأصابع، تزيد من طول أصابع الطفل، وتساعده على تعلم الكتابة بسرعة عند دخوله المدرسة، إضافة إلى تعزيز قدرته على التخيل وتوسعة مداركه الإبداعية. ثالثًا: العلاج النفسي: في الوقت الحاضر يعد استخدام الطين وسيلةً فعالة في العلاج النفسي في البلدان المتقدمة، حيث تقام جلسات أو ورشات لتشكيل بالطين لامتصاص الطاقة السلبية، وتفريغ المشاعر بطريقة حركية، ويعتقد أن التراب يمتص الشحنات السلبية من الجسم، مما يفسر نصيحة الأطباء بالمشي حافيًا على التراب لتعزيز الصحة النفسية والجسدية. رابعًا: التعبير غير اللفظي: يتيح هذا الفن للأشخاص المصابين بالبكم، أو الذين تعرضوا لصدمة فقدوا بسببها القدرة على الكلام، وكذلك أطفال التوحد، فرصة التحدث والتعبير عن مشاعرهم بطرق غير لفظية.