رياض الزهراء العدد 84 لحياة أفضل
البُيوتُ أَسرَار جهل الأمهات
مهما ازداد وعي الناس تظلّ بعض العقول تشغلها المعتقدات والأفكار الخاطئة؛ لتملأ قلوبها الإيمان بالدجل بدلاً من حبها الخالص لله، وهذه الظاهرة أصبحت آفة تأكل العقول والقلوب من دون وعي وشعور من أصحابها؛ لتترك آثاراً بليغة على ضحاياها، ومن الضحايا طفلة بريئة في الثماني سنوات، وقعت طُعماً لاعتقاد والدتها بإحدى الدجالات وتصديقها؛ لتوقع عائلتها بفخ الخديعة وتدمّر بذلك حياتهم ومستقبلهم، فتحدثت الطفلة عما فعلته والدتها بها وبإخوتها، حيث قالت: كلّ مَن يراني أذهله ما خلقني به الله تعالى من هيئة جميلة، وعلى الرغم من هذا لم تخلُ نظراتهم من الشفقة وعلامات التعجب؛ لتملأ قلبي الحسرة والحزن، وأتذكر ذلك اليوم الذي جاءت فيه أمي إليّ وفي يدها سكين قد حمّتها على النار، وتوجهت نحوي وأمسكت بها لتحرق وجهي بها، فامتزجت في داخلي في هذه اللحظة عدة مشاعر من خوف وألم شديد واستغراب.. فعلا صياحي وبكائي، لكنه لم يمنعها من تركي إلى أن أنقذني من بين يديها الجيران الذين سمعوا صراخي وقدموا ليخلصوني.. لا أعلم لماذا فعلت بي كلّ هذا؟ أهكذا تفعل الأمهات بأولادها؟! وقد بدأت تغيّر معاملتها معي ومع إخوتي بعد وفاة والدي، فجعلت إخوتي يتركون المدرسة ليعملوا في الشارع، وظلّ هذا الأثر البالغ في وجهي يعذبني ويؤلمني كلما نظرت في المرآة أو شاهدتُ أمي أو رأيتُ الشفقة في عيون الناس. وحينما سألنا والدتها عن سبب فعلها العنيف في ابنتها تحدثت عن سبب لا يقتنع به مَن وهبه الله نعمة العقل، فقالت: حين وفاة زوجي وجدت نفسي وحيدة وفي حيرة كبيرة، ماذا أفعل؟ وقد ترك لي أربعة أطفال وما يزالون صغاراً، لم أجد مَن ينصحني ليرشدني طريقي إلى أن علمتُ من إحدى جاراتنا أن هناك امرأة فاضلة ومؤمنة تسكن بالقرب منّا قد وهبها الله العلم الإلهي في معرفة خفايا الأمور والمستقبل لترشد به طريق الناس نحو الأفضل، فهي امرأة لها رؤية ما قد يحدث للإنسان في المستقبل.. في البداية حذّرتني من أن أجعل أولادي يكملون دراستهم فهم لم يفلحوا فيها أبداً، والأحسن لي ولهم أن أستغل المال الذي أصرفه على دراستهم لفتح أعمال لهم تعيننا في مصاريفنا، وبالفعل عملت بنصيحتها، لكن ظل حال ابنتي الوحيدة يشغل بالي فذهبتُ لأسألها عنها، فصدمت بأنها تخبرني أن ابنتي بعد مدة ستقوم بفعل يفضحنا، ففكرت فيما أفعله كي أمنع هذا الشيء من الحدوث، فقمتُ بتشويه وجهها تفادياً لحدوث هذه المصيبة، وكلّ هذا فعلته لأحمي أولادي، ولأمنح لهم الحياة الأفضل. وعن قضية انتشار الدجّالين الذين بسببهم دُمّرت حياة الكثير من الناس؛ لجهلهم وعدم توعيتهم بهذه الأمور التقينا بالسيدة سحر محمد رضا محمد/ مسؤولة مركز الإرشاد الأسري/ في العتبة الحسينية المقدسة، فأبدت الحلول لهذه القضية قائلةً: يجب تثقيف المجتمع عن طريق الإعلام والمحاضرات ومختلف الطرائق الأُخر لتوعية الناس بأن الغيب هو لله (سبحانه وتعالى)، وتوجيههم إلى الضرر الذي يلحق بهم حين تصديقهم بهذه الأمور، وأن كلّ هؤلاء هم دجّالون هدفهم الكذب على الناس؛ ليجلب لهم المنفعة المادية، وللجهات المسؤولة أيضاً الدور الفعال في القبض على هؤلاء الدجّالين وتنفيذ العقوبات التي يستحقونها بحقهم؛ لحماية الناس من شرورهم ومكرهم. يجب أن يكون الآباء قدوة حسنة ليقتدوا بهم أبناؤهم بالأقوال وبالأفعال وبخاصة في إيمانهم بالله و بقضائه وقدره والاعتماد عليه في كل الأمور والسير على نهج المعصومينb وسيرتهم، وهنا نركز على دور الأم في تنشئة أطفالها نشأة صالحة، وعلى الرغم من عاطفتها المفرطة عليهم لكن نجد بعض الأمهات تنقصها الحكمة في تربية أولادها فلا تخلو تصرفاتها من المعاملة السيئة ولهذا يجب عليها أن تجعل الدين القيم نهجاُ تتخذه في معاملتها معهم فهي التي تمهد لهم الطريق الآمن لمستقبلهم.