دعم الأهل للأطفال في الدراسة: حجر الأساس لنجاحهم الأكاديمي

خاصّ مجلّة رياض الزهراء(عليها السلام)
عدد المشاهدات : 102

للأهل الدور الكبير في دعم أطفالهم في مراحلهم التعليمية المختلفة، ويعد هذا الدعم عنصرا حاسما في بناء نجاح الطفل الأكاديمي والنفسي، وهو ما ينعكس بشكل كبير على أدائه وتفاعله داخل البيئة المدرسية، إذ يحتاج إلى أكثر من مجرد توفير الكتب والقرطاسية، بل أن يكون هناك تأثير كبير وإيجابي للأهل في حياة أطفالهم الدراسية. عن طريق هذا الاستطلاع نقدم نماذج وتجارب لأسر متعددة، ونسلط الضوء على كيفية إسهام الأهل في تعزيز الأداء الأكاديمي لأبنائهم، وما استراتيجيات الدعم المتنوعة المتبعة؟ بناء بيئة تعليمية مناسبة بشرى رحيم: إن توفير بيئة منزلية مشجعة على الدراسة كان من أولوياتي، إذ قمت بتخصيص زاوية هادئة في المنزل تحتوي على مكتب، كتب متنوعة، وأدوات تعليمية سعيا لتجنب أي عوامل تشتت الانتباه خلال فترة الدراسة، مثل التلفاز أو الأصوات العالية هذه البيئة ساعدت ابني على التركيز وتحسين أدائه في الاختبارات. التشجيع والمكافأة نور عبد الأمير: أعد التحفيز الإيجابي هو الأساس نحن في المنزل نؤمن بضرورة مكافأة الجهد قبل النتيجة عندما أرى أن ابنتي بذلت جهدا كبيرا في دراستها، حتى وإن كانت النتائج ليست كما نرغب، أحرص على مكافأتها هذا يعزز من رغبتها في الاستمرار ومحاولة التحسين. مرشد ومعلم في المنزل سعاد احمد: باعتباري معلمة، أفهم التحديات التي قد يواجهها الأطفال في التعلم، لذلك، أحرص على استخدام أساليب تربوية حديثة في توجيه ابنتي، أعلمها كيف تنظم وقتها، وتستخدم وسائل تعليمية مبتكرة مثل الخرائط الذهنية والملخصات البصرية أحاول أيضا جعل الدراسة تجربة ممتعة، عن طريق دمج الألعاب التعليمية والأنشطة التفاعلية. توازن بين الاستقلالية والدعم محمد الخزرجي: المرحلة الثانوية تختلف تماما عن المراحل السابقة هنا يبدأ الطفل بالانتقال نحو مرحلة النضج، ويجب علينا كآباء أن نكون أكثر تفهما لدوره الجديد في اتخاذ القرارات بدلا من الضغط عليه، أعطيه المساحة اللازمة لاختيار مساره الدراسي، لكنني أظل دائما متواجدا لإعطاء النصيحة عند الحاجة، فأنا وزوجتي نعتقد أن هذه المرحلة تتطلب نهجا مختلفا على سبيل المثال، نقوم بمساعدته في وضع خطة دراسية تناسب أهدافه المستقبلية، أحيانا ننظم جلسات نقاشية عائلية حول أهمية التعليم وأثره على مستقبله المهني، كما نحرص على توجيهه نحو استخدام التكنولوجيا بشكل مفيد، مثل البحث عن معلومات إضافية عبر الإنترنت، أو استخدام التطبيقات التعليمية لتحسين مستواه في المواد المختلفة. أهمية التواصل المستمر فاطمة عدنان: التواصل بين الأهل والمدرسة يلعب دورا رئيسيا في تحديد النقاط التي يحتاج الطفل إلى تحسينها، يجب أن يكون هذا التواصل مستمرا ومنظما، حيث يمكن للأهل متابعة تقدم طفلهم والتدخل عند الضرورة أيضا، من المهم أن يكون الأهل قدوة لأبنائهم، عن طريق الاهتمام بعملية التعلم الخاصة بهم، حتى بعد انتهاء مرحلة الدراسة. تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يحصلون على دعم قوي من أسرهم يكونون أكثر قدرة على مواجهة التحديات الأكاديمية والنفسية، الدعم الأسري يشمل أيضا التوجيه في حل المشكلات، تعليم قيم الصبر والمثابرة، وتعزيز الشعور بالمسؤولية وعن طريق هذه تجارب الأهالي التي استعرضناها، يتضح أن دعم الأهل لأطفالهم لا يقتصر على مجرد توفير الاحتياجات المادية أو المتابعة الأكاديمية فقط، بل يمتد ليشمل دعمهم النفسي والاجتماعي سواء كان ذلك بالتحفيز الإيجابي، توفير بيئة تعليمية ملائمة، أو حتى بالتوجيه والنصح في المراحل المتقدمة، فإن لكل هذه الأدوار تأثيرا كبيرا على المسار التعليمي للطفل. الأطفال الذين يشعرون بدعم أسرهم يكونون أكثر استعدادا للتعلم، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات الدراسية بثقة وإيجابية لذا، يعد دعم الأهل لأبنائهم حجر الزاوية الذي يبنى عليه مستقبلهم الأكاديمي والمهني.