رياض الزهراء العدد 211 ألم الجراح
الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قمة عطاء الربيع
قرأت في محرابك شوقا ولهفة، وباللقاء تلوت أمنية شرفات قلبي تألقت بسمائك وعلى بابك المذهب ارتوى ظمئي سحائب الفرح تدور في فلكك مبتهجة تحمل رياح عشقٍ مختلفة عن عشقنا عشق أزلي فيه من شلالات الهيام والشغف التقيا وامتزجا فنزل غيثهما رحمة ملأ الأرجاء مودة وصفاء تنعش الفؤاد وبمدادٍ من النور نقشت حروف اسمه على أواوين السلام ترياق وعلى تمايل ضوء شموع الولادة تشدو أنشودة عفوية لحن لامس الأرواح وداعب الشوق فينا مبشرة بصوتها العذب بوليد حسن ملتحف بلطف الإمامة خلق للوجود نورا يضيء الظلام فتلاشى السراب وطار الغبار واكتحل البدر بعينيه وابتهج نور الصباح لرؤياه جبين طاهر يسجد خاشعا يمحو العصيان رجواه تناقلته الأيدي مشتاقة وشاكرة، تبتلت للقدوس رافع السماوات ملك يسبح معه الهائمون وتدق معه النبضات، تستفيق على غفوته بشارة النبوة ورؤيا الخليل فسبحان من وهبك أيها العسكري كل هذا الحسن وبديع الخصال فصرت دعوة دعتها مدينة سامراء وهي خاشعة، وقمة عطاء ربيعها فغدت نجمة براقة تخطف القلوب، تصدح بتراتيل يطيب لها السامعون بعد ما تراخت الأرواح على الهموم واستهوت التعب فخط اسمها في سجل الخلود، وتبدل خريفها وعجاف سنينها المرة إلى أفراح سرت خاطرها وهامت في هالة نور المولود المقدس ذاك البريق الشافي.. مولاي الحسن العسكري (عليه السلام) لتفتح نوافذ الأمل وتوقد قناديل العمل فاستضاء عالمها من إشراقة وجه أبي المهدي الصبوح وبندى أياديه الحانية تناثرت عليها دعوات تهدي السبيل وخصها الباري بنعمه الظاهرة والباطنة نعم يا سامراء أنت قدر الله الذي شاء أن تكون أنت ميناء ترسو إليه قلوب تتوق إلى فيض المناجاة والدعاء أنت ثورةٌ حررت قيدا ونهضة قلعت حزنا أنت نفحة من نفحات الهدى، سر كوني لا تفسير له أنت التاريخ والحياة والمستقبل أنت جمال العشق وسجل الميلاد دعوت ربي أن يبارك عزتك ويبعد عنك ما يحفظ هيبتك ويمسح عنك الدمع المنسكب على مكنونات جراحك لتبقى أنت جمال العطاء