العناد أقرب طريقٍ إلى دمار الحياة الزوجية
نجاح الحياة الزوجية يتطلب قدرا من التفاهم، والتسامح، والتجاوز عن الهفوات، والتغاضي عن الزلات، والتعالي عن الأنانية والعناد، وتصيد الأخطاء. خطورة العناد تحديدا تبدأ بمشكلة صغيرة، تتطور مع العلاج السلبي لها إلى مشكلات قد تنتهي بالطلاق، إذ تشير الأبحاث الاجتماعية إلى أن العناد بين الزوجين أحد الأسباب الرئيسة لتفاقم المشكلات بينهما، وأنه يلقي بظلال نفسية وتربوية وانفعالية على الزوجين، قد تمتد إلى أولادهما. ويعد عناد الزوجة مؤشرا على عدم قدرتها على التوافق والتكيف مع الظروف المحيطة بها، مما قد يكون مؤشرا على ضعفها، وقد يكون ستارا زائفا تدعي عن طريقه القوة لتداري ضعفها. وقد يكون عناد الزوجة سمة أصيلة فيها، وهو أصعب أنواع العناد، استمدته من مراحل حياتها الأولى نتيجة تربية خاطئة عبر تلبية كل مطالبها تحت سقف العناد، فتشب معتقدة أن العناد هو أسلوب ناجح لتحقيق المطالب، وهناك عناد اكتسبته الزوجة من أسلوب العقاب القاسي في الصغر، فأكسبها صرامة، وعنادا، وإصرارا، أو خضوعا، واستسلاما في الكبر، أو قد يكون العناد بسبب التعزيز الأسري لهذه الصفة في مرحلة الطفولة، وقد يكون الزوج مسؤولا عن عناد الزوجة بسبب تسلطه، وعدم استشارته لها، وعدم أخذ رأيها، أو الاستهزاء بها، مثلما أن المعاملة القاسية للزوج وعدم تقدير الزوجة واحترامها، قد يلجئها إلى العناد. إن أخطر نكبة قد تصيب الحياة الزوجية تتمثل في تضارب آراء الزوجين وتناقضها، وبحالة تعصب متبادل بينهما، مع ما يصاحب ذلك من استفزاز وتحد لن يسفر إلا عن مزيد من التوتر والمشاكل الكفيلة بتحويل أجمل حب بين الزوجين إلى سراب وذكريات مرة.