رياض الزهراء العدد 211 طفلك مرآتك
الأطفال ورهاب المدرسة
مع بداية العام الدراسي الجديد تبدو على أغلب الأطفال الخوف من الذهاب إلى المدرسة، بخاصة الصفوف الأولية والتي تعد التجربة الأولى للطفل، وكثيرا ما تعاني الأمهات من تعلق الأبناء بهن، ورفضهم الذهاب إلى المدرسة، مما يجبر بعض الأمهات على أن يبقين مع أبنائهن في الصف الدراسي. تعد هذه الحالة إحدى أهم الاضطرابات التي يعاني منها (5%) من طلاب المدارس، وتحديدا في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وهي عبارة الخوف الشديد وغير الطبيعي من الذهاب إلى المدرسة، فيبدأ الطفل بالصراخ والبكاء، وأحيانا يتحول إلى شخص عدواني تجاه الأستاذ أو التلاميذ، ولا فرق في ذلك بين الذكر والأنثى، واستخدم مصطلح (رهاب المدرسة) لأول مرة في عام (1941م). في حديث متصل مع الدكتورة (مها الأطرقجي) طبيبة نفسية أفادت لمجلة رياض الزهراء (عليها السلام) أن هذا الرهاب قد يكون موجودا بداخل الطفل قبل بداية العام الدراسي، ثم يكتشفه الأهل ظاهريا، فهناك بعض الحالات والأفعال قد تكون سببا لرفض المدرسة، منها المشاكل العائلية، وتهديد الأم بترك الطفل، والتوبيخ الدائم. وهناك بعض الأعراض نعرف عن طريقها الطفل الذي يعاني من (رهاب المدرسة)، منها جسدية كالغثيان، وخفقان القلب، واصفرار الوجه، وجفاف الفم، والرعشة، وكثرة التبول، وآلام البطن والرأس، وتشنجات في الأمعاء والمعدة، وتظهر هذه الأعراض مع اقتراب بدء الدراسة، وتختفي تلقائيا عندما يتوقف الطفل عن الذهاب إلى المدرسة، أو في العطلة، مثلما أنها لا تظهر أبدا في أثناء الزيارات خارج البيت. وفي العادة نوصي الأم لعلاج هذه الحالة بالآتي: - مراعاة الاتزان النفسي وعدم الغضب قدر الإمكان حتى لا يصاب الطفل بحالة نفسية في المستقبل. - الحديث عن إيجابيات المدرسة وحب المعلم للتلاميذ. - الاتفاق مع إدارة المدرسة على تشجيع الأطفال الذين يحضرون من دون الأهل، وتكون مكافأتهم أمام الآخرين. - تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، وتجهيزه قبل يوم والاستعداد للحديث معه والاستماع إلى مخاوفه. - يفضل أن يكون الطفل مع قريب له كالأخ أو الصديق أو أحد الأفارب؛ ليشعر بالأمان والطمأنينة. - استقبال الطفل عند العودة من المدرسة في جو سعيد خالٍ من المشاحنات السلبية، وتلبية احتياجاته، والاحتفال بعودته وإن كان بشكل بسيط جدا. ـ الدعاء له وطلب المساعدة والعون من الله تعالى وأهل البيت (عليهم السلام) ليتحسن ويكون أفضل.