رياض الزهراء العدد 211 تاج الأصحاء
الهندسة النفسية
مجموعة من الأدوات، والتقنيات، والأساليب التي يمكن أن يستعملها الإنسان للتأثير، وتعرف أيضا على أنها: العلم الذي يرشد الفرد إلى كيفية استخدام الموارد العصبية واللغوية لتحقيق الحياة السليمة والسعيدة، والعلاقة الصحيحة مع الآخرين والطبيعة. يتكون برنامج الهندسة النفسية من ثلاثة مفاهيم مهمة، كالآتي: - البرمجة: قدرة المتعلم على اكتشاف الأفكار والمشاعر التي تتحكم بأفعاله، واستخدام البرامج العقلية المخزونة في عقله لاستبدال البرامج السلبية بأخرى إيجابية. - اللغة: قدرة المتعلم على استخدام اللغة اللفظية وغير اللفظية التي تمكنه من الاتصال بالآخرين، والكشف عن الأفكار والمشاعر المختلفة عند التعامل مع المواقف المختلفة. - العصبية: الجانب العصبي الذي يتم فيه معالجة المعلومات التي تنقل له عن طريق الحواس ليتحكم بوظائفه الأخرى. الافتراضات التي تستند إليها الهندسة النفسية: أولا: الخارطة ليست هي الواقع: يعنى بذلك أن صورة العالم في ذهن الإنسان هي ليست العالم، فخارطة العالم في أذهاننا تتشكل من المعلومات التي تصل إلى أذهاننا عن طريق الحواس، واللغة التي نسمعها ونقرؤها، والقيم والمعتقدات التي تستقر في نفوسنا، واستنادا لهذا المبدأ، فإن بوسع الإنسان أن يغير العالم عن طريق تغيير ما في ذهنه. ثانيا: ليس هناك حظ، بل نتيجة: ينظر إلى قضية النجاح والتفوق على أنها عملية يمكن صناعتها، وليست وليدة الحظ أو الصدفة، فهناك نتيجة أدت إليها الأسباب. ثالثا: الشخص الأكثر مرونة هو الأكثر تحكما: المرونة هي القدرة على التكيف الإيجابي مع الأحوال والأحداث بما يحقق الهدف، فالشخص الأكثر مرونة هو الأكثر تأثيرا ونجاحا في بيئته ومجتمعه؛ لأن الجزء المرن في أي منظومة، يكون غالبا هو الأكثر تأثيرا في قيادتها وتوجيهها. رابعا: لا يوجد فشل وإنما تجارب: الفشل هو الخطوة الأولى نحو النجاح وليس نهاية الطريق، بل هو البداية دائما، فاعلمي أن الفشل نعمة، وحالة إذا لم تمري بها لا يمكن أن تنجحي وتكتشفي نفسك، فعندما تفشلين في أمر ما، فهذا لا يعني النهاية. خامسا: أنا المسؤولة عن أعمالي وليست الظروف: إن قدرة الإنسان على الاختيار، يعني أنه مسؤول عن نتيجة كل أفعاله، وأن كل ما يفعله اليوم سيلاقي نتيجته غدا. من أين تبدأ الهندسة النفسية؟ تبدأ من مرحلة الرضاعة، تحديدا من توفير الاحترام والحب للطفل، فالاحترام هو الاهتمام والتركيز والانتباه وتبادل المشاعر والأحاسيس والاستماع للشخص الآخر، والنظر إليه بوصفه إنسانا كاملا، لا طفلا لا يفهم شيئا، أو أنه صغير الحجم فلا يستطيع أن يفهم أو يتحرك. الاحترام هو الطريق لاستقبال الإشارات، والتعليمات، والتوجيهات، واحترام الطفل يجعله واثقا بنفسه، يلمس كيانه ويجد من يصغي إليه ويتعامل معه، والاحترام يعني الاحتواء، والمحبة، والحنان، وتبادل المشاعر، وعندما يتقبل أو يتعلم الطفل الاحترام، فيكون قد سلك الطريق الصحيح، لكن كيف نعلمه الاحترام؟ نعلم الطفل الاحترام بطريقة سهلة جدا، ألا وهي أن نحترمه فعليا وجديا، وبكل معنى الكلمة، فإن الطفل يرى ويتعلم الاحترام عن طريق معاملتنا له باحترام، فإن لم نفعل ذلك، فإنه لا يستطيع أن يلمس الاحترام، ولا يستطيع أن يعرفه ويراه، فعندما نحترمه، ونركز على احترامه، نكون قد بدأنا نتجاوب مع الطفل بالاحترام والاستماع له، وبعد عدة مرات يقوم الطفل بالشيء نفسه، فيحترمنا ويستمع إلينا ويستقبل توجيهاتنا. الأمور التي يجب أن تتوافر في الهندسة النفسية: الوعي النفسي: بأن يكون للفرد تصور واضح عن شخصيته، ويتعرف على نقاط القوة والضعف فيها، وأفكاره، ومعتقداته، وعواطفه، مما يتيح له فهم الآخرين. أهمية الهندسة النفسية: ـ القدرة على التفكير والتحكم به. ـ القدرة على الابتكار. ـ السيطرة على المشاعر. ـ التخلص من المخاوف. ـ التخلص من العادات السيئة، واكتساب العادات الإيجابية. ـ الذكاء الانفعالي.