رياض الزهراء العدد 84 لحياة أفضل
الطّفلُ والإِعلَامُ المَرئِي
للإعلام التلفزيوني دور فاعل في صياغة المفردات الثقافية والاجتماعية والدينية للأفراد، بما تستخدمه من مؤثرات إعلامية سيكولوجية قاصدة إحداث تغييرٍ مجتمعيٍّ ما عن طريق ما تبثّه من رسالة إعلامية للمشاهد. وباتساع دائرة هذه القنوات في عددها واتجاهاتها، أصبحت تأخذ مساحة لا يُستهان بها من زمن الفرد واهتماماته اليومية؛ ولأن للطفل الحصة الكبرى من هذا التأثير، فبات من الضروري الالتفات إلى الجوانب التي تظهر فيها التأثيرات السلبية والإيجابية فيه، وكيفية التعامل معها: أولاً/ الجانب البدني: إن الجلوس لساعات أمام التلفاز مع تناول أطعمة غير صحية يؤدي إلى إصابة الطفل بالسمنة والخمول، فلابدّ من تحديد لساعات معينة لمشاهدة التلفاز، ومنع تناول الأطعمة في أثنائها، وإيجاد بدائل ترفيهية تشجّع الطفل على الحركة والرياضة. ثانياً/ الجانب العقلي: إن متابعة التلفاز لساعات متأخرة من الليل يحرم الطفل من النوم المبكر الذي يحتاجه في نموه، حيث يؤدي ذلك إلى تأخير نومه في الطول، وخموله الذهني، وتراجع في تقدّمه العلمي خصوصاً في المدرسة صباحاً، كما أن اعتياد الطفل على نوع واحد من النشاط الفكري يجمّد الطاقات الذهنية عنده، ويعطل إبداعه. ثالثاً/ الجانب النفسي: من الضروري أن تحتوي برامج الطفل مقومات البناء والتركيب والنمو النفسي الصحيح للطفل عن طريق بذر بذور الطمأنينة والسلام والسكينة من الخوف والقلق فلا يُسمح للأطفال بمشاهدة أفلام الرعب والجريمة واللقطات القبيحة والمخيفة التي تتسبب في إرباك نفسي له ينعكس سلبياً على شخصيته وسلوكه وطعامه حتى نومه عن طريق الأحلام المزعجة. رابعاً/ الجانب التربوي والعقائدي: أصبحت عادة متابعة التلفاز من العادات اليومية التي تشغل فراغ الطفل وتسلّيه خصوصاً في ظل غياب الوالدين، وأن عدم امتلاك الطفل معايير لتصورات سلوكية تشكل منظومة ثقافية أُسرية ومجتمعية للطفل يجعله صفحة بيضاء يملي عليه التلفاز رسالته من دون أن يستطيع الردّ بالرفض أو القبول، وبذلك يجب أن تحدد طبيعة القنوات التي يشاهدها الطفل، وغلق القنوات التي تُسيء لمنظومته التربوية والعقائدية. خامساً/ الجانب الأخلاقي: الحرص على أن تكون البرامج التي يشاهدها الطفل ذات أثر في بناء منظومة المبادئ الإنسانية والأخلاقية له عن طريق منعه من مشاهدة أفلام الجريمة والخداع والمكر والكذب. سادساً/ التواصل مع الواقع: إن جلوس الطفل لمدة طويلة عند جهاز التلفاز يعزله عن محيطه الأسري والاجتماعي، ويحرمه من اكتساب خبرات ومهارات متعددة، فنية واجتماعية ومن التواصل مع الغير. سابعاً/ الجانب الثقافي: إن لقصص الخيال دوراً فعّالاً في توسيع آفاق الإبداع والابتكار الفكري للطفل، زيادةً على عنصر المتعة والإثارة، وهذا هو دور الخيال البنّاء، أمّا الخيال الذي يعتمد على الخرافة، والشعوذة، والسحر، والجن، والعفريت، وإغفال وجود الله (عز وجل)، وقدرات الإنسان الذاتية فهو تشويه للمنطلقات المبدئية في التفكير السليم للطفل.