كلمة السر (شكرا)
من منا لا يسعى إلى السعادة الزوجية، ومن لا يرغب بأن يعيش بتفاهم ومودة مع شريك الحياة، ولكن ويا للأسف الشديد نرى بعضهم لا يحسنون التعامل مع الطرف الآخر، ولا يعرفون مفتاح قلب الشريك حتى يتمكنوا من الوصول إلى المودة والرحمة التي جعلها الله تعالى بينهما، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع، أو العيش معا بتعاسة جبرا لسبب أو لآخر. وحديثنا معك أيتها الزوجة؛ لأنك صاحبة البال الطويل، والتضحية الكبيرة، وهذه ليست دعوة للتنازل عن حقوقك أو كيانك، بل العكس تماما، إنه تذكير لما يحمله قلب المرأة من العواطف، والقدرة على تنظيم الأمور، والتوفيق بينها، وقوة التسامح، مما يجعلك أهلا للمكانة والمسؤولية العظيمة في أن تكوني نصف المجتمع، وأما للنصف الآخر، ولكي تتحقق السعادة في مشروع الزواج، ينبغي تحديد الوسائل التي تساعد على إنجاح هذا المشروع، بخاصة في ظل تحديات الواقع الاجتماعي المعاصر، منها معرفة كل شريك دوره، وأداء هذا الدور بشكل مثالي، لكن هل جميع الأزواج على قدر كافٍ من المسؤولية والثقافة الدينية حتى يعلم ما دوره الرئيس في ضمن مشروع الزواج؟ أو هل كل فرد في الأسرة على القدر نفسه من تقبل التقصير في حق الآخرين؟ هنا يبدأ فن إدارة الحياة الزوجية الذي يقع على عاتق الزوجة بالدرجة الأساس، ويعتمد هذا الفن على تقبل الزوج من جهة، وقيادته للأسرة من جهة أخرى، عن طريق اتباع الدبلوماسية في التعامل مع الزوج، عبر الاستماع والإنصات الجيد له، وعدم إبداء رد هجومي أبدا مهما كان رأيه يصب في غير مصلحة الزوجة ورغباتها. اجعلي أيتها الزوجة أهم مهامك اليومية الاهتمام بنفسك؛ لأنه سينعكس بشكل إيجابي على أسرتك، وتكونين أقرب إلى قلب زوجك، وأكثري من شكره والامتنان لما يقدمه لك ولأطفالكما. ربما من المعروف عن المرأة حبها للمديح والشكر وإغداق الكلام الجميل عليها، لكن ثبت بالدليل القاطع وبالتجربة، أن كلمة السر في نجاح الحياة الزوجية هي التقدير لما يقوم به كل من الشريكين تجاه شريكه، مثلما أن الرجل أكثر تأثرا بالكلمة الطيبة، ويحب الشكر وإبداء الامتنان من الزوجة، فالشكر بحق هو مفتاح التفاهم والسعادة الزوجية.