الطعام غير الصحي وتأثيره في الفئة الشابة

حوار هاجر حسين الأسدي مع الصيدلانية زينب محمد طالب
عدد المشاهدات : 107

ازدهرت المطاعم بتقديم شتى الأكلات والحلوى، وتنوعت في الخدمات التي تقدمها من ناحية جودة الطعام وتفاصيل التقديم والضيافة، فباتت الوجبات السريعة وتناول الحلويات جزءا مهما من عادات العائلة والفئة الشابة تحديدا؛ لذا نلاحظ الإقبال الخطير على هذه الوجبات وبشكل يومي، وفي هذا السياق كان لمجلة رياض الزهراء (عليها السلام) حوار مع الصيدلانية (زينب محمد طالب) بشأن مساوئ الغذاء غير الصحي للأطفال والشباب على المدى البعيد. ما الطعام غير الصحي وما تأثيره؟ يمكن تعريف هذا الطعام بأنه طعامٌ مليءٌ بالدهون المهدرجة الصناعية التي لا تذوب بسهولة في الجسم، إضافة إلى أنه غني بالسكريات، وتتكدس هذه السكريات والدهون في الأمعاء والقلب والشرايين وتؤدي إلى السمنة، فالأشخاص الذين يكون نمط غذائهم بشكل يومي من الوجبات السريعة هم أكثر عرضة لمشاكل القلب، وانسداد الشرايين، ومرض السكر، وارتفاع ضغط الدم، فضلا عن الإمساك وأمراض القولون، وتكوين خلايا سرطانية، وهذه الأمراض لا تأتي في يوم أو يومين، إنما هي نتيجة تراكمية لسنوات من تناول هذه الأطعمة وتكديسها في الجسم، وعدم ممارسة الرياضة بالشكل الذي يهضم هذه الأطعمة. ما مدى تأثير الطعام غير الصحي في الأطفال تحديدا؟ عندما تكون وجبات الأطفال الأساسية خالية من الألياف الموجودة في الخضراوات والفاكهة، وتعتمد بشكل أساسي على السكريات والوجبات السريعة، سيظهر عليهم اضطرابات الهضم كالإمساك الحاد، ويتحول إلى مشكلة مزمنة، مثلما أن الطب الحديث يؤكد على عدم تناول الطفل تحت عمر (4) سنوات لهذا النوع من الأطعمة لمشاكلها الخطيرة على صحته الفيسيولوجية والنفسية، نتيجة لكمية الاضطرابات الفيسيولوجية للجسم، فهو يؤدي إلى حصول اضطرابات في الهرمونات والإنزيمات، علاوة على بطء نمو عظام الطفل، فيسبب قصر القامة وتآكل أسنانه بسرعة، مثلما أن هذه السكريات تترسب على خلايا الدماغ، فتبطئ من الاستيعاب، وتؤثر في مدى تلقيه للمعلومات، وهذا ما يفسر تدني المستوى الدراسي عند الأطفال في العصر الحالي؛ لذا لا يجب الاستهانة بأهمية الطعام النظيف الخالي من الزيوت والسكريات. كيف يمكن أن نقلل من هذه العادة أو أن نستبدلها؟ بالدرجة الأولى الرغبة هي الدافع الأساسي لاستبدال هذه العادة عن طريق دمج الخضراوات والفاكهة في كل وجبة، وتحويل الوجبات الخفيفة التي تتخلل الوجبات من شيبس وحلويات إلى صحن من الفواكه، واستبدال وجبة العشاء الغنية بالدهون بوجبة مطبوخة بشكل صحي خالية من الزيوت، والتركيز على وجبة الإفطار الصباحية، ومن ثم عدم الشعور بالجوع؛ لأن الوجبات غنية بالألياف والمكونات المشبعة.