رياض الزهراء العدد 212 رسائل المرجعية
إدانة العدوان الذي ارتكبه الكيان الإسرائيلي الغاصبُ، والتأكيد على التضامن الإنساني .
البيان الصادر عن مكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) بشأن العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان يحمل في طياته أبعادا عدة، ويعكس موقفا ثابتا من المرجعية الدينية تجاه الأحداث الإقليمية، لاسيما تلك التي تمس حقوق الشعوب واستقرارها. بدأ البيان بالإشارة إلى معاناة الشعب اللبناني من العدوان الإسرائيلي الغاشم، مما يعكس موقف المرجعية الدينية العليا تجاه الضحايا من المدنيين الذين يتعرضون للقصف والتشريد، وعبر السيد المرجع عن تضامنه الكامل مع الشعب اللبناني، ولم يكتف بالتنديد بالعدوان، بل توجه بالدعاء إلى الله العلي القدير لحماية الشعب اللبناني ورعاية جرحاهم والرحمة لشهدائهم، هذه الرسالة الإنسانية تعكس الروح الإسلامية السامية التي تقوم على حماية النفس البشرية، ورفض كل أشكال العنف والعدوان. البيان يدين العدوان الإسرائيلي بأشد العبارات، ويصفه بـ(الغاشم) و(الهمجي)، مشيرا إلى الأساليب الوحشية التي يستخدمها العدو، بما في ذلك استهداف المدنيين الأبرياء من نساء وأطفال، مثلما يعبر عن الغضب من تفجير أجهزة الاتصالات، وهي جريمة أخرى تضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعوب العربية، وهذا التوصيف يعكس إدراك المرجعية لحجم العدوان والدمار الذي يتعرض له الشعب اللبناني، وهو ما يدفعها للمطالبة بوقف العدوان فورا. لم يكتف سماحة المرجع في بيانه بالتضامن اللفظي أو الدعاء، بل طالب ببذل كل جهد ممكن لوقف العدوان وحماية الشعب اللبناني، هذه الدعوة ليست مجرد توجيه للمؤمنين، بل هي نداء للعالم الإسلامي والمجتمع الدولي للتحرك الفوري من أجل إنهاء هذه المعاناة، مثلما يشير البيان إلى الحاجة الماسة لتوفير المساعدات الإنسانية للمتضررين، وهو ما يبرز حرص المرجعية على تقديم العون العملي للشعب اللبناني. البيان يحمل أيضا رسائل سياسية واضحة، فهو يؤكد على أن المرجعية ليست بعيدة عن القضايا الإقليمية والدولية، فالسيد المرجع عن طريق بيانه يوجه رسالة إلى القوى الدولية والإقليمية بأن العدوان على لبنان يجب أن يتوقف، وأنه ليس هناك مجال لتجاهل معاناة الشعوب تحت الاحتلال. إن هذا البيان يعد بمنزلة دعوة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه السلام والأمن في المنطقة. البيان الصادر من مكتب المرجع السيد السيستاني (دام ظله) يذكرنا بالدور الروحي والقيادي للمرجعيات الدينية عبر التاريخ في التفاعل مع قضايا الأمة الإسلامية، فهو لا يقتصر على الدور الديني، بل يمتد ليشمل قضايا العدالة وحقوق الإنسان، هذا الموقف يعزز من مكانة المرجعية بصفتها منبرا للحق والعدل في مواجهة الظلم والعدوان. يعد البيان رسالة شاملة تعبر عن وقوف المرجعية الدينية مع الشعب اللبناني، وإدانتها الواضحة للعدوان الإسرائيلي، ودعوتها إلى العمل على إنهاء معاناة الأبرياء، مثلما يعكس البيان الدور القيادي للسيد السيستاني (دام ظله) في توجيه المؤمنين نحو مساعدة المتضررين، والوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة، وهو ما يؤكد على أهمية المرجعية بصفتها قوة أخلاقية وروحية في العالم الإسلامي. أطلقت العتبة العباسية المقدسة حملة إغاثة لدعم الشعب اللبناني تجسيدا لتوجيهات المرجعية في تقديم العون العملي، والوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة، هذه الاستجابة تعكس التزام المرجعية بتحويل مواقفها الإنسانية إلى خطوات فعالة على أرض الواقع. تفاصيل الحملة وأهدافها نقلا عن شبكة الكفيل العالمية، قال: "المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) أنه شكلت لجنة للإغاثة، تعمل على تقديم المساعدات عن طريق قوافل تنطلق إلى سوريا برا، تقيم مركز إغاثة لتقديم الدعم للنازحين اللبنانيين هناك، بينما تنطلق مجموعة أخرى من القوافل إلى بيروت لإقامة مركز إغاثة للعوائل المتضررة، إضافة إلى تقديم الدعم الإغاثي عبر رحلات طيران مستمرة من بغداد إلى بيروت، وتقديم الدعم الطبي عبر المجال الجوي لضمان وصول المساعدات إلى مختلف المناطق والفئات المتضررة بالسرعة القصوى، مبينا أن العتبة المقدسة ستقيم مراكز إغاثة في عدد من منشآتها للنازحين في محافظة كربلاء المقدسة". تنوع الدعم والإمدادات تشمل المساعدات التي تقدمها العتبة العباسية المواد الغذائية، والأدوية، والملابس، والأغطية، بهدف تأمين الاحتياجات الأساسية للأسر المتضررة، ومن المميز في هذه الحملة هو استعداد العتبة لإنشاء مراكز إيواء في محافظة كربلاء المقدسة لاستقبال النازحين اللبنانيين، وتقديم الدعم اللازم لهم، مثلما تشمل الحملة جانبا طبيا مهما، إذ دعت العتبة العباسية جميع الملاكات الطبية الراغبة بالتطوع لعلاج الجرحى والمتضررين للتنسيق مع مستشفى الكفيل التخصصي، وتهدف هذه الخطوة إلى تقديم الرعاية الصحية المناسبة في ظل الظروف الطارئة التي يعيشها لبنان. مشاركة المجتمع في الحملة أكدت العتبة العباسية المقدسة على أن الحملة مفتوحة لمشاركة المواطنين، سواء بالتبرعات المادية أو العينية، وخصصت أرقام حسابات لاستقبال التبرعات، إلى جانب توفير أرقام هواتف للتواصل مع لجنة الإغاثة، وتسعى هذه المبادرة إلى تعزيز التضامن الإنساني، وتشجيع المجتمع العراقي على الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في هذه الظروف العصيبة. استمرار الجهود الإغاثية في سياق متصل، أرسلت العتبة العباسية المقدسة الوجبة الأولى من المساعدات الإنسانية جوا، متضمنة مجموعة متنوعة من المواد الأساسية، ورافق هذه الشحنة وفد من العتبة المقدسة عبر مطار بغداد الدولي بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وقد أكدت العتبة على أن هذه هي الوجبة الأولى، بعد ذلك انطلقت القافلة الثانية برا من كربلاء المقدسة، تضمنت (40) آلية حملت على متنها (400) طن من المواد الإغاثية والمستلزمات الضرورية التي يحتاجها الشعب اللبناني، إضافة إلى (3) حاملات وقود بسعة (36) ألف لتر، وجهزت القافلة الثانية بجميع المستلزمات الطبية والغذائية المتنوعة التي يحتاجها النازحون اللبنانيون، سواء كانوا في سوريا أو داخل لبنان، إضافة إلى العيادات المتنقلة لإسعاف الجرحى، ومحاولة نقلهم إلى مستشفى الكفيل التخصصي في كربلاء. مستشفى ميداني خاص لعلاج الجرحى افتتح مستشفى ميداني خاص يضم عددا من الملاكات الطبية لمعالجة الجرحى اللبنانيين في سوريا، ممن أصيبوا من جراء العدوان الصهيوني على لبنان، جاء افتتاح المستشفى من ضمن الحملة الإغاثية التي أطلقتها العتبة العباسية، والتي تشمل تجهيز مستشفى ميداني وآخر متنقل، يضمان فريقا من الأطباء المتخصصين، وسيارات إسعاف وأخرى محملة بالأدوية. أماكن لإيواء النازحين اللبنانيين في سوريا هيأت لجنة الإغاثة والدعم التابعة للعتبة المقدسة عددا من الفنادق لتوفير السكن الآمن للعائلات اللبنانية النازحة، وتقديم احتياجاتهم الأساسية كافة، بما في ذلك المأكل، والملبس، والرعاية الطبية، وأعلنت اللجنة عن إدخال المطبخ المركزي الذي أنشئ لتقديم آلاف الوجبات للنازحين يوميا في خطوة تهدف إلى تخفيف المعاناة عن العائلات المنكوبة، وضمان حصولهم على وجبات غذائية صحية ومتكاملة. تشكل هذه الحملة أنموذجا فريدا في الدعم الإنساني العابر للحدود، إذ تسعى العتبة العباسية المقدسة إلى تقديم كل ما يمكن لأجل التخفيف من معاناة الشعب اللبناني.