المرأة الأديبة في المجتمعات العربية

ولاء عطشان الموسوي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 20

تألقت المرأة في أدوار عديدة وحققت النجاح، منها مجال الأدب والكتابة، فمن يمتلك الهمة في تحقيق أمر ما سيحقق ما يريد، لكن في المجتمعات العربية كثيرا ما تشتكي المرأة من قلة الفرص والدعم، فهل حيز المرأة في هذا المجال مساو للحيز الذي يشغله الرجل، وهل أخذت دورها في هذه المجتمعات، أم ما تزال تواجه الصعوبات، وفي هذا الخصوص استطلعنا آراء بعض الكاتبات والأديبات وطرحنا السؤال الآتي: المرأة في مجال الأدب، هل تأخذ حيزها في المجتمع العربي؟ فأجابت الأديبة أمل حميد الموسوي/ عضوة في اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء المقدسة: المرأة العربية أكثر شغفا بالكتابة، بدءا من الخاطرة، أو الومضة، أو المذكرات، أو أي صنف أدبي آخر، تفرغ فيه تلك المشاعر والحاجات، أو تصف فيها ما تعانيه أو يمر بها في حياتها اليومية، وذلك لأن المجتمع المحافظ بشكل عام لا يتيح لها تلك المساحة من الحرية التي تثبت فيها وجودها وتتشكل شخصيتها المتكاملة، وتأخذ ما تحتاجه من الاستقلالية والوقت ليكون لها ما تريده، ونرى ذلك في كتابات الطالبات في المدارس، لاسيما في درسي التعبير والإنشاء، أو ما نجده من شخبطات على الصفحات الخلفية لدفاترهن، وما فيها من الإحساس والبوح ينبئان عن حاجة حقيقية لتوفير مساحة لا بأس بها لهن؛ ليحققن ما يصبون إليه، وكذلك ما نراه على مواقع التواصل بأسماء وهمية مستعارة، وليس هذا فحسب، بل نجد تلك الحاجة كذلك لأديبات خطون خطوات ثابتة في عالم الأدب، لكنهن أصبحن بين حالين، إما أنهن لا يجدن الوقت الكافي للاستمرار بكتابة نتاجهن الخاص بسبب الانشغال بمسؤوليات الحياة الزوجية والاهتمام بالبيت، أو لديهن نتاج كاف، لكنهن لا يجدن المجال للانتشار والاهتمام، ويواجهن الحكم في أن ما يكتبن لا يرقى إلى مستوى ما يكتبه الرجل ليستحق النشر، وعليه، يبقى في كل الحالات نتاج المرأة محاصرا بين عدم إتاحة الفرصة كاملة لها بسبب نظرة المجتمع إلى اعتبار الكتابة ترفا وعبثا يلهيها عن دورها الأساسي في الأسرة، أو أن نتاجها قاصر عن الوصول إلى نتاج الرجل، إما بضعفه الفني، وإما بعدم معالجة الأمور المهمة؛ لأن أغلب الأدبيات يقعن في فخ الذاتية والأنا، ولا يستطعن الإفلات منها إلى ما هو أكثر سموا وأهمية. وكان رأي الشاعرة والكاتبة زهراء القلاف: مهما كان طابع المجتمع، فذو الكفاءة يفرض نفسه، وربما لا يكون العائق هو المجتمع، بل طبيعة المرأة التي يناسبها القرار والابتعاد عن التنافس في الظهور بين الرجال، فهذه الطبيعة بما تقتضيه ربما تكون هي المؤثرة في عدم نجاح الأديبة، وإن صدر منها نتاج، فقد يكون محدودا وضيقا، هذا إن كان الظهور أكثر من ظهور الاسم، أما في نطاق ظهور الاسم وشياعه، ومعرفة المرتبة الأدبية لصاحبته، فهو ممكن حتما، والواقع يثبت ذلك، فهناك أسماء نسوية لامعة لم تبتذل نفسها بالظهور في محاولة منها لإثبات الذات، بل أثبتت ذاتها وذاع صيتها، ونالت بقلمها الكثير وهي مصانة. وقالت صفاء عادل الموسوي/ خطيبة المنبر وطالبة ماستر: إن المرأة لم تأخذ حيزها في مجال الأدب ويا للأسف لعدة أسباب، منها العرف المجتمعي، وقلة الورش والندوات الخاصة بالنساء في هذا المجال، وإن وجدت فليست بمستوى الطموح، وخجولة في بعض الأحيان. وشاركت الرأي الشاعرة شيماء العلي قائلة: مجال الأدب مجال إبداع تصقله الموهبة أولا، والثقافة ثانيا، وإن توافر الأمران وبجدارة، وفنية عالية، فستجد المرأة حيزها في أي مجتمع، وتتباين الآراء في أوساط النساء بين من تشكو الظروف، والتقييد الذي يحد من عطائها، وبين من تمضي مقاومة تخطو بخطوات ثابتة نحو النجاح والتألق في مجالات متنوعة.