المتعلمون بين الشعور بالسلبية وتنمية الذات

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 15

أبحرت سفينة الرقي لتغوص في أعماق الإنسان بحثا عن مكنون راق يسند بعضه؛ ليشكل حينها ملامح الشخصية البارزة التي تعبق بالمشاعر والاتجاهات والأنظمة المتسقة لتشكل فيما بعد السلوك الخاص والمتفرد للشخص، أي (الذات)، حينها تدور رحى الآراء الإيجابية التي تناغم تلك المفردة والتي تشير إلى مجموعة من العمليات التأملية التي يستدل عليها بواسطة ظاهرة معينة أو قرار اتخذ نتيجة حدوث موقف ما، وقد أرست سفينة التأمل عند مرفأ العلم والمعرفة لتقف عند ضفاف شاطئ المتعلمين داخل أسوار المدرسة للتعرف على سماتهم ووجهتم التي تحكي عن شخصيتهم التي يتميزون بها داخل المؤسسة التربوية. وأبرز ما يميز التلميذ هو مدى تفاعله مع ذاته واتسامه بطابع التعايش مع البيئة المدرسية، وقد لوحظ هنا وهناك ظهور حالات الشعور بتدني مستوى التقدير الذاتي لبعض التلاميذ، فثمة مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى نشوء تلك الظاهرة لدى بعض المتعلمين، منها: افتقاد التلميذ إلى الشعور بالتفاؤل، وافتقاره للحماس والاستسلام بسهولة حالما تعترضه بعض العقبات القابلة للحل والزوال إذا ما جوبهت بقوة وإصرار وعزيمة على التخطي والتعامل بثقة واتزان لاجتيازها، وكذلك شعور التلميذ بالخوف غير المبرر والقلق من المجهول، ونظرة المتعلم لنفسه وترديد بعض المفردات المثبطة والمحبطة كإطلاقه بعض الصفات على نفسه، من قبيل إنه سيئ، ولا يمتلك حظا من الذكاء، وأنه غير محظوظ، وغير ذلك. وعليه فإن مخرجات تلك الظاهرة تؤثر بشكل سلبي في المتعلم في العملية التربوية، وتقلل من عطائه، ويكون مفتقرا إلى أقرانه، ويجد صعوبة في اكتساب المعلومة المفيدة والرغبة في إكمال الدراسة . وفي الختام لابد لنا من وقفة على الحلول الناجعة لزيادة التقدير الذاتي وتنمية التلاميذ، منها: 1- تشجيع المتعلمين على تحمل المسؤولية وإشعارهم بالقدرة الكاملة، وزرع الثقة في نفوسهم. 2- عدم الضغط الزائد على الأبناء لزيادة التحصيل الدراسي، ويجب مراعاة الفروق الفردية. 3- تجنب التلميذ للتفكير السلبي تجاه نفسه، والتركيز على القدرات والمؤهلات الإيجابية، وخوض تجربة التعلم، وتكرار المحاولة لتحقيق النجاح، والاستفادة من النتائج المثمرة.